يؤكد القضاء على ''آكلي مزاري''؛ المكنى أبو سفيان أمير سرية بوناب مجددا، امتداد العمليات العسكرية إلى الإمارة الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث تأتي قبل أيام قليلة من سقوط توفيق غازي ''الطاهر ''، أمير كتيبة ''طارق بن زياد''، و قائد الحرس الخاص لدرودكال، وقبلها تم القضاء على حسين هجرس أمير سرية زموري، أخطر وأبرز السرايا الإرهابية. ويشير متتبعون للشأن الأمني، إلى أن سرية بوناب، تعد سرية الإمارة، على خلفية أنها تنشط في المعقل الرئيسي التقليدي لتنظيم درودكال بجبال سيد علي بوناب، حيث تتمركز القيادة العامة للتنظيم الإرهابي في هذا المعقل، إضافة إلى أهم الخلايا أبرزها خلية الإنتحاريين وورشة صناعة المتفجرات وخلية الإختطافات، وسبق لقوات خاصة تابعة للجيش، أن تمكنت بناء على عملية اختراق، من القضاء على مرشحين لتنفيذ اعتداءين انتحاريين بواسطة حزام ناسف بتادمايت، حيث كانا على متن سيارة باتجاه هدفهما، وتم رصد تحركات هؤلاء منذ انطلاقهما من معقل سيدعلي بوناب، الذي كانت تنطلق منه السيارات المفخخة المستخدمة في الاعتداءات الإنتحارية، لتواجد الورشة الرئيسية لصناعة المتفجرات هناك. وظل معقل سيد علي بوناب منطقة ''محررة'' ومحظورة حتى في محيطها، وشهد سلسلة من العمليات العسكرية الواسعة، وتعرف المنطقة بتضاريسها الصعبة، وكانت ''حصن'' القيادة العامة لجماعة درودكال. ويفيد مراقبون؛ أن ''أبو سفيان'' أمير سرية بوناب، كان يتولى إدارة ''أول سرية'' عملياتية في التنظيم الإرهابي، وتعكس هذه العملية التي تمت بناء على معلومات، و رصد تحركات جماعته، اختراق مصالح الأمن للقيادة العامة، حيث تتوفر اليوم القوات الخاصة على معلومات عن تحركات قيادات بارزة في التنظيم الإرهابي، وتنجح في إحباط اعتداءات مخطط لها بإحكام وفي سرية، كما وقع في تاخوخت وتادمايت بتيزي وزو والحمادنة بغليزان. وبذلك يفقد ''الفرماش'' أمير كتيبة ''النور''، أحد أبرز مساعديه الذي كان يراهن عليهم. وينحدر ''الفرماش'' من منطقة أولاد عيسى ببرج منايل، وكان ينشط ضمن كتيبة ''النور''، وله مسار دموي منذ انخراطه في الجماعات الإرهابية في سنوات التسعينات تحت كتيبة ''الأنصار''، ثم التحق بكتيبة ''النور''، وعين أميرا لسرية برج منايل، ثم تيمزيرت خلفا للمدعو جمعة بوعلام، وتم تعيين ''الفرماش'' في إطار تجسيد منهج ''الجيا'' التكفيري، بتنصيب ''قائد'' إرهابي متشدد، وقام ''الفرماش'' بجمع بقايا نشطاء ''كتيبتي الأنصار'' و''النور''، ودمج الكتيبتين لتفعيل النشاط الإرهابي بالمعاقل الرئيسية للإرهاب، التي عرفت انحسارا لافتا لنشاطها.