تسببت تهنئة قدمها رئيس تحرير مجلة مصرية أول أمس، للجزائر بعد فوز منتخبها على نظيره المصري، وافتكاكه تأشيرة المرور للمونديال، إلى ما يشبه الثورة العارمة في أوساط الصحافيين المصريين، قبل أن تتحول القضية إلى أزمة عاصفة داخل الحزب الوطني الحاكم في مصر. البداية كانت عندما صدرت على غلاف مجلة ''أكتوبر'' صورة لخريطة الجزائر عليها لون العلم الوطني، وفوقها عنوان تهنئة للجزائر بعد فوزها على منتخب ''الفراعنة''، وهو الأمر الذي لم يتقبله عمال وصحافيو المجلة، الذين تجمعوا أمام مقر المجلة، وطالبوا من مسؤوليها بمعاقبة رئيس التحرير، مجدي الدقاق، الذي يشغل في ذات الوقت، منصب عضو في لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم، وهي اللجنة التي يرأسها نجل الرئيس المصري جمال مبارك. وقد قام عمال وصحافيو المجلة خلال مظاهرتهم بحرق غلاف المجلة، وعليه صورة خارطة الجزائر والعلم الجزائري، قبل أن يتدخل رئيس مجلس إدارة الجريدة، الذي قام باستدعاء رئيس التحرير على الفور، ليدخل حينها هذا الأخير في مشادات مع زملائه، الذين أرادوا قتله، لولا تدخل أعوان الأمن. وعلى صعيد آخر؛ تسبب مضمون غلاف مجلة أكتوبر، في أزمة داخل الحزب الوطني الحكام في مصر، حيث بدأ الشقاق والاختلافات داخل الحزب، بشكل يكشف عن وجود توجهين داخله، الأول يدعو إلى الاستمرار في حملة كيل العداء للجزائر، والثاني يدعو إلى الكف عن التحامل عليها وعلى شعبها ومسؤوليها. وفيما تمكن رئيس مجلس إدارة مجلة ''أكتوبر''، من احتواء غضب عمالها ومستخدميها، غير أن تداعيات هذه القضية، ما تزال تلقي بظلالها على كواليس الحزب الحاكم في مصر، حيث اعتبر عدد من المراقبين؛ أن رئيس تحرير'' أكتوبر'' الذي يعتبر عضوا في لجنة السياسات بالحزب الوطني، التي يرأسها جمال مبارك، ما كان له أن يقوم بتهنئة الجزائر والجزائريين، لولا حصوله على ''ضوء أخضر'' من جانب ''جهات عليا'' في مصر. في إشارة على نجل الرئيس المصري جمال مبارك، وهو ما يشير بالفعل إلى وجود صراع خفي بينه وبين شقيقه علاء، الذي تزعم بشكل علني حملة العداء ضد الجزائر.