أسرّت مصادر متطابقة ل''النهار'' ، أن ملف التحقيق الذي فتحته مصالح أمن دائرة الخروب بقسنطينة رفقة الفرقة الجنائية المتخصصة حول جريمة القتل البشعة التي اهتز لها حي 900 مسكن بالخروب ليلة ال15 إلى ال16 ديسمبر الماضية، التي راح ضحيتها القابض الرئيسي لمركز البريد الواقع بذات الحي قد تم إغلاقه بعد توقيف الجناة الثلاث. حسب ذات المصادر، فإن الأمر يتعلق بكل من ''ب. ل'' البالغ من العمر 28 سنة و''ي. س'' 23 سنة، فضلا عن شريكهما الثالث ''ن س'' والذي يبلغ ال43 من العمر. أطوار القضية بحسب مصادر ''النهار''، انطلقت بدعوة الضحية ''ب ش'' ليلة الحادثة المتهمين الأولين ''ب. ل'' و''ي. س'' لحضور مأدبة عشاء بمسكنه الوظيفي داخل مركز البريد، وبعد مدة من سمر الثلاثة داخل منزل الضحية، طلب هذا الأخير من ضيفيه أن يسمحوا له ببعض الوقت لتأدية صلاة العشاء، وفي الوقت الذي كان الضحية يؤدي فريضته الدينية انهال عليه أحد المتهمين بضربة قاتلة على مستوى الرأس بواسطة أنبوبة الإطفاء قبل أن يكبلا يديه وساقيه ويغطيان رأسه بكيسين بلاستيكيين، وبعد ذلك توجها إلى مكتبه المتواجد داخل المركز، أين نفذا عملية سطو على خزينة المكتب والاستيلاء على المبلغ المالي الموجود بها والمقدر ب914 مليون سنتيم، وهي نفس القيمة المالية التي استرجعتها الجهات الأمنية التي كلفت بالتحقيق بعدما تم العثور عليها بمسكن بحي زواغي سليمان ملكا لشخص ثالث أصبح متهما في القضية لإخفاء الأموال المسروقة. بحسب ذات المصادر، فإن مصالح الأمن قد استندت في تحقيقها على المكالمات الهاتفية التي تلقاها الضحية البالغ من العمر 41 سنة، حيث نقلت أقوال جل المتصلين بالمتوفي يوم الواقعة، ومن بينهم فتاة تربطها علاقة بالقتيل، حيث كانت الخيط الذي قاد المحققون إلى فك شفرة الجريمة، فقد تعرفت الفتاة على أحد الأرقام الهاتفية التي كانت شريحتها باسم شخص ينحدر من ولاية الجلفة قبل أن تؤكد الفتاة أنه ملك للمتهم الأول، لتسارع المصالح الأمنية إلى اعتقاله، حيث اعترف بالتهم المنسوبة إليه خلال أطوار التحقيق قبل أن يقر بوجود شريكين له في العملية، ليتم توقيفهم وتقديمهم صباح أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الخروب الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت في انتظار تقديمهم للعدالة في الآجال القليلة المقبلة.