تتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري بمصر إلى غاية ال28 من الشهر الجاري وفي هذا الإطار نظمت العديد من المحاضرات والندوات التي تناولت راهن الرواية الجزائرية وموضوع حقوق المؤلف . شكل موضوع "تطور الرواية الجزائرية "محور المحاضرة التي ألقتها الدكتورة أمينة بلعلى أستاذة النقد المعاصر بجامعة تيزي وزو أول أمس بالمجلس الأعلى للثقافة،وقد رصدت المحاضرة تفاصيل المشهد الروائي الجزائري الثري باتجاهاته واختلاف اللغة التي يكتب بها مستعرضة خصائص الرواية الجزائرية،وأشارت بلعلى إلى أن الجزائر عرفت أول رواية في التاريخ وهي "الحمار الذهبي في القرن الثاني ميلادي لأبوليوس النوميدي بينما عرفت الروائية محطتها الثانية من خلال كتابات مجموعة من الأدباء الذين سنحت لهم فرصة التعلم في المدرسة الفرنسية ونجحوا في توظيف هذه اللغة في كتابة روايات راقية مكتملة المواصفات الروائية مثل رواية "الدار الكبيرة" لمحمد ديب و"الهضبة المنسية "لمولود معمري و"ابن الفقير لمولود فرعون و"نجمة" لكاتب ياسين، وأشارت بلعلى إلى بروز أسماء في مجال الرواية الواقعية على غرار بقطاش ومحمد ساري وواسيني لعرج والحبيب السايح وجيلالي خلاص ، وقد سمحت هذه المرحلة كما قالت المحاضرة بلجوء الروائيين إلى تأسيس كتابة جديدة بالرجوع إلى التراث ظهرت في رواية "الجازية والدراويش" و"الحوات والقصر للطاهر وطار و"نوار اللوز" و "فاجعة الليلة السابعة بعد الألف" للكاتب واسيني لعرج وتنتقل الرواية الجزائرية في تطورها عبر مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر لتعكس ما يعرف "العشرية السوداء" وتجسدت في قول الحقيقة في عنفها وجبروتها وأنتجت روايات لأدباء من مختلف الأجيال تعاطت كلها مع موضوع العنف وآثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية. وتناول مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عبد الحكيم توسار في محاضرته تطور حماية حقوق التأليف في الجزائر ومختلف المراحل التي مرت بها هذه الحقوق وأشار في هذا الصدد إلى أن أول قانون خاص بحماية حقوق المؤلف اعتمدته الجزائر يعود إلى عام 1973 الذي أخذ بخصوصيات الثقافة الجزائرية و اقتصر على حق المؤلف فقط. وتمت مراجعة هذا القانون في 1997 بإدخال مستجدات في مجال الملكية الفكرية والأدبية أهمها تكريس الحقوق المجاورة أي حقوق أعوان الإبداع من فناني الأداء ومنتجي التسجيلات وهيئات البث الإذاعي وبتمديد مدة حماية العمل الإبداعي من 25 سنة بعد وفاة المؤلف إلى 50 سنة وتشديد العقوبة على المخالفين وتطرق توسار إلى التعاون الجزائري المصري في مجال حقوق التأليف فأوضح أن هناك اتفاقية تربط الديوان بالمؤسسة المصرية للمؤلفات الموسيقية (ساسيرو) أبرمت عام 1987 تحتتسمى اتفاقية التمثيل المتبادل ترمي إلى الحماية المزدوجة للمؤلفات الجزائرية التي تستغل في مصر والمؤلفات المصرية التي تستغل في الجزائر غير أنها تقتصر على المجال الموسيقي لغياب هيئة مصرية تتكفل بالأنواع الأخرى من المؤلفات الأدبية أو الأعمال الدرامية لديهم نقابات ولا توجد هيئات الإدارة الجماعية لهذه المؤلفات.