المتهم مدمن مهلوسات ومعتاد على ضرب زوجته وأبنائه عالجت محكمة الجنح في حسين داي، ملف ربّ عائلة، وهو «سوكارجي» ومدمن مخدرات، أقدم على ضرب ابنه الرضيع الذي لم يتجاوز 3 سنوات، وتسبب في إصابته بكسور بالغة على مستوى الرجل، وأصيب بعجز طبي فاق الشهر، حيث يتواجد الوالد رهن الحبس المؤقت في المؤسسة العقابية بالحراش عن تهمة الضرب والجرح العمديين على قاصر. أطوار ملف القضية التي شدّت انتباه الحضور وأذهلتهم نظرا لهول وقائعها، تعود إلى الأسبوع الفارط، عندما دخل المتهم المدعو «ر.ز»، وهو ربّ عائلة عمره 42 سنة، مخمورا إلى المنزل، بعد تعاطيه كمية معتبرة من الحبوب المهلوسة، وحينها انزعج من بكاء الإبن، فقام برميه أرضا، مما تسبب في كسر رجله الصغيرة. ولحسن حظ الإبن الضحية أنه لم يلقَ حتفه، فتوجهت والدته فورا إلى أقرب مركز للأمن بنواحي حسين داي، بعدما طردها برفقة أبنائها ليلا. وخلال جلسة محاكمة، قال المتهم الذي كان مطأطئا رأسه نظرا لخطورة فعلته، على مسامع المحكمة والحضور، إنه لم يقم بضرب ابنه، بل حمله إلى سريره الذي كان مهترئا فسقط منه. لكن هيئة المحكمة علقت بالقول، إن هذا التصريح والرواية جديدة، وذكّرته بما أدلاه على محاضر الضبطية القضائية، أين اعترف بأنه كان تحت تأثير المهلوسات والخمر، ولم يكن يعي ما يفعل. وبعدها استمعت المحكمة إلى والدة الضحية المدعوة «ب.ن»، التي حاولت مراوغة المحكمة بالقول إن زوجها يعاني من اضطرابات عقلية، ولم يكن يقصد التخلص من ابنه عن طريق رميه، لكن المحكمة قاطعتها وواجهتها بتصريحاتها عند وكيل الجمهورية، أين اعترفت بأن زوجها متعوّد على ضربها برفقة أبنائها وطردها من المسكن العائلي، وأنه سكير ويدخل في كل مرة ورائحة الخمر تنبعث منه. وقد حاولت دفاع المتهم على لسان موكلها لمّ شمل الأسرة، بالقول إن موكلها مريض ومضطرب عقليا، ويخضع للعلاج في مصحة استشفائية، مضيفة أنه يعاني ضغطا اجتماعيا رهيبا، والتمست إفادته بأوسع ظروف التخفيف المنصوص عليها قانونا. وعليه وأمام هول الحقائق، التمست النيابة العامة تسليط عقوبة عام حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 20 ألف دينار في حق المتهم.