علمت "النهار" من مصادر مطلعة أن شرطيا متربصا بمدرسة الشرطة الكائنة بعاصمة الولاية ميلة، قد أقدم على الانتحار نهار أمس، باستعمال قطعة زجاج. وأشارت المصادر التي أوردت المعلومة التي تم التكتم عليها في سرية كبيرة، رغم محاولاتنا المتكررة لمعرفة تفاصيل الواقعة التي تداولها الوسط الأمني بروايات مختلفة، أن الأمر يتعلق بحادثة انتحار أقدم عليها شرطي متربص مدرج كطالب التحق بتكوينه الأولي قبيل حوالي شهرين من الحادثة التي اهتز لها القطاع. وأردفت مصادرنا الخاصة بالتأكيد أن الضحية في العقد الثاني من عمره يمارس تكوينه للتخرج ضمن دفعة أعوان الأمن العمومي. وتفيد ذات الجهات أن الضحية، الذي رفضت جميع الجهات التصريح بهويته، ينحدر من ولاية المدية، أقدم في صورة مفاجئة على كسر زجاج إحدى النوافذ الخاصة بالغرفة التي يقيم بها رفقة عدد من الطلبة المتربصين، ليقوم بتمرير قطعة زجاجية من الحجم المتوسط على رقبته من الوريد إلى الوريد، قبل أن يهرع على إثرها كل المتواجدين بالمدرسة من ضباط وإطارات للتدخل قصد نقله إلى مصلحة الاستعجالات لتلقي الإسعافات، غير أن الجروح الخطيرة التي أصيب بها ونتيجة النزيف الدموي الحاد الذي لحق به جعلاه يلفظ أنفاسه. وقد تدخلت الجهات الأمنية المعنية التي سارعت إلى فتح تحقيق عاجل في الحادثة التي اهتزت لها المدرسة، التي لم يسبق وأن سجلت مثل هذه الحوادث التي تعتبر سابقة من نوعها، فيما رجحت مصادرنا احتمال إيفاد لجنة تحقيق من المديرية العامة للأمن الوطني للوقوف على تفاصيل الحادثة الغامضة. يشار في الأخير إلى أن كل محاولاتنا المتكررة للاتصال بمسؤولي المدرسة باءت بالفشل أمس.