تحياتي أخي فيصل، أنا "أمينة. ب" من سيدي عيسى، أبلغ من العمر 17 سنة، أعاني من مشكلة عويصة ولم أعد أتحملها، وهي أن أخي سجنني في البيت وعزلني عن الدراسة، وحتى أهلي اشتركوا معه وحرموني من الخروج، فأصبحت سجينة بين أربعة جدران لا يحق لي رؤية ضوء الشمس، وحرمت حتى من الخروج لقضاء حوائجي أو شراء مستلزماتي، وحتى أمي أيدت قراره، أما أبي فالتزم الصمت حيال ذلك ولم يحرك ساكنا، ومن كثرة الضغوط أصبحت أفكر في عدة أمور سلبية تخرجني من عذاب هذا السجن، وأظن أن الأمر الوحيد الإيجابي الذي يمكن أن يفرج كربتي هو الزواج، ولست أدري إن كنت محقة أم لا، أرجو أن تنشروا رسالتي حتى أستطيع قراءتها، لأن الجريدة لا تصلني كل يوم، شكرا جزيلا لكم على كل ما تقومون به من أجلنا والسلام عليكم. الرد: شكرا لك أختي أمينة على هذه الرسالة، فأنا صراحة أقدر مشاعرك وأتفهم ما تعيشينه، وصراحة ليس لي الحق في إصدار أحكام في هذا الشأن ما دمت لم أستمع للطرفين، خاصة لأنك لم تذكر الأسباب التي جعلت أخاك يتخذ هكذا قرار، وكذلك لكون والديك يوافقانه الرأي ويؤيدان قراره، وخاصة أمك فالأم غالبا ما نجدها تميل إلى بناتها أكثر مما تميل إلى أبنائها، وبما أن أمك تؤيد قرار أخيك، فهذا يوحي لنا بأن هناك أمرا قد حدث ولم تكلمينا عنه، فأرجو أن ترسلي أكثر تفاصيل لكي نفهم السبب ومن ثم نحاول مساعدتك على حل مشكلتك، والآن في ظل نقص المعطيات فما بيدنا سوى مساعدتك على تحمل الأمر ومعايشته وتقبله حتى لا تلجئي إلى الحلول السلبية التي سوف تندمين على اتخاذها لا محال، فبداية أنصحك بعدم النظر للبقاء في البيت على أنه سجن، بل بالعكس فأنا أظن أن السجن موجود داخل عقولنا، وكم حر يعتبر نفسه سجينا نظرا لنقص أمله وتفاؤله بالحياة، وكم من سجين يعتبر نفسه حرا لكثرة تفاؤله، فناقص الإيمان تجدينه يشعر بالسجن أينما كان، وأما قوي الإيمان فتجدينه يشعر بالحرية ولو كان وراء القضبان، فهو يؤمن بأنه سيأتي يوم تشرق فيه الشمس ويخرج من زنزانته ليشرع في تطبيق مشاريعه التي كان يفكر فيها وهو مسجون، ولعل بقاؤك في البيت يعطيك نعمة يحسد عليها الناس وهي نعمة الفراغ، فأرجو أن تملئي هذا الفراغ بالتفكير الإيجابي، والأمل والإيمان بأنك ستخرجين يوما ليس هاربة أو متشردة وإنما كزوجة معززة مكرمة، ولعل بقاؤك في البيت واعتكافك على الصلاة وقراءة القرآن والصيام إن استطعت وخدمة والديك ومعاملتهم بالتي هي أحسن، والإحسان لأخيك فكل هذا سيجعلك مؤمنة ومتفائلة أكثر فأكثر، وسيجلب لك رضا الله سبحانه وتعالى الذي لا يرد دعاء من دعاه، وستسترجعين ثقتك بنفسك وبأنك قادرة على الصبر والتحمل وتلونين البيت بألوان زاهية تجعلينها في ذهنك، وكذلك لعلك تكسبين رضا والديك وتكسبين ثقتهم وثقة أخيك أو تعيديها إليهم لأنهم في الظاهر قد فقدوها لأمر ما حصل، وإن كان سجنك بسبب خطأ اقترفته فاشكري الله لأن السجن خير من العيش في الخطأ، كما ثبت عن سيدنا يوسف عليه السلام الذي قال (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه)، واعلمي أن السجن عادة ما يكون نعمة على صاحبه فيجعله يطور ذاته ويفكر في حياته، ماضيه وحاضره ومستقبله، هذا إذا كنا نعيش في السجن، فما بالك بمن يعيش في بيت أهله دون أن يمنعه أحد من الصلاة أو قراءة القرآن أو المطالعة خاصة وأكثر ما أنصحك بمطالعته هو كيفية معاملة الزوج وكيفية تربية الأبناء وغيرها من الأمور التي ستجدينها بإذن الله، وخير ما أختم به نصيحتي لك هو الإكثار من الدعاء والتهجد والإستخارة لأنك موجودة داخل البيت أما مقدر أقدارك ومدبر أمورك هو الله سبحانه وتعالى الموجود في كل مكان يليق بقدره وخاصة أنصحك بعدم التفكير في القيام بما قد يزيد من معاناتك والذي أشرت إليه في رسالتك (الأفكار السلبية)، فإن كنت تقصدين بها الإنتحار أو الهروب من البيت، فأذكرك بقصة إحدى الأخوات مرت بمشكلة أكبر من مشكلتك فهربت من البيت، وعاشت في الشارع ثم حاولت الهروب من الشارع فلم تجد أمامها إلا الإنتحار، فالحمد لله أنه سبحانه جعلنا في طريقها وقدرنا على مساعدتها، لك ولبقية الأخوات اللواتي تعانين من مثل هذه المشاكل ويفكرن في الهروب أو الإنتحار، قصة الفتاة التي حولتها إلى قصيدة تحت عنوان (بشرى)، ليس اسم الفتاة وإنما هي بشرى سارة لعلها تنفعكن إن شاء الله. بشرى يا الي سألتوا واش سبابي علاش راني ليوم انقاسي علاش لحقت في عز شبابي هكذا نهلك في نفسي بنفسي رايحة اليوم نفرغ قلبي ونجاوب كل من راه يسقسي ونشا الله لما تسمعوا جوابي تفهموني وتقدّروا احساسي هذا شحال وانا نخبي او منسية في عالم منسي رافدة سري داخل قلبي وحتى واحد ما سمع حسي قاعدة وحدي وغالقة بابي او معتاكفة على المعاصي مرة نتكيف ومرة نسربي وقلت الشراب هوالي ينّسي او ما زادلي غير عذابي هم وحد آخر زدتو لراسي لتمّ لقيت روحي نحبي لقبري ونحفر بيه بفاسي وليت انشوف كل شي سلبي ولات نفسي فيا توصي وتقولي لوكان غير تهربي للزنقة بلاك رايحة تتونسي وتلقاي كامل واش تحبي مخدرات او كل ما تحوسي خيرما تبقاي وحدك تتعذبي اخرجي للزنقة شويا تتنفسي قلت لروحي بشرى جربي وحاولي على قلبك تعفسي خرجت وعفست على قلبي ولقيت فالزنقة عالم قاسي عالم زادلي غير عذابي عالم كملّي على نصي لتم بديت ندير في حسابي باش ننتاحر ونقتل نفسي قلت راي لحقت ساعة غيابي وجدّت روحي وقطعت ياسي قلت خلاص نريّح قلبي فهاذ الدنيا وش راني نواسي فذيك الدقيقة بعتلي ربي صوت ملبعيد قالي.. حبّسي ما لازمش عليك تهربي لازم تكملي وما تيأسي عيشي على جال من تحبي قلتلو سبابي هوما ناسي ضيعوني في عز شبابي حطموني وريبولي ساسي حتى خويا الي من صلبي حطلي السم داخل كاسي خدعني يا خويا في غيابي وادالي اعز حاجة في نفسي بكري كنت ندير فحسابي مع عدياني كيفاش نواسي جاتني الضربة غير مجنابي من عند اهلي من عند ناسي سمطولي ماكلتي وشرابي وحرموني حتى من نعاسي ودعيت ربي يحميني محبابي اما عدياني... ندبر راسي قالي اصبري واش تحبي وبدى يفكر فيا ويوّصي ما تقنطيش من رحمة ربي مادام مازالك حية وتتنفسي وفهاذ الدنيا لوكان تحسبي شحال من واحد راه يقاسي تلقاي روحك جابلي ربي خير مالناس لوكان تحوسي وعوض تهربي تولّي تقربي من الي راكي فيه تعصي صلّي زوج ركعات او توبي تشوفي لتمّا واش تحسي والمخدرات لوكان تحّبي ديري فبالك تقدري تحبسي لوكان تتوكلي على ربي ومن دركا تبداي تنقصي لتما رحت وفتحت كتابي وقريت حتى لاّية الكرسي وعرفت بلي سبحانو ربي ماهو نايم ماهو ناسي وحدو العالم بلّي مخبي ومنين يجي لخير ما نحصي كمّلت قريت وختمت كتابي بقّل أعوذ برب الناس رفدت يدي ودعيت ربي وقلتلو سبابي هوما ناسي ضيعونني في عز شبابي والنص أنا ضيعتو بنفسي يا ربي يالله كون بقربي واهدي هاذ القلب العاصي واغفر ليا كل ذنوبي واعفيني من هاذ المعاصي ربي سبحانو ردّلي جوابي ردني للطريق وجابلي نصي انسان حكيتلو وقصد بابي وان نشاء الله قريب عرسي تأليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة