''قل لي من أين ذاك الشبل أقول لك من ذاك الأسد''، ربما هي أحسن عبارة وجدناها لنعبر بها عن كرم الضيافة التي خصّنا بها رابح زياني، والد مدلل ''الخضر'' كريم في العاصمة الفرنسية باريس، حيث تكرًم علينا والد كريم بسرد أدق تفاصيل حياة نجم المنتخب الوطني منذ نعومة أظافره إلى حد الآن. وأكّد ذات المتحدث في لقاء مع صحيفة ''الشباك'' نشر اليوم الأحد، أنه يفصح عن هذه الحقائق لأول مرة في حياته، فبعد نهاية كأس العالم في إسبانيا سنة 1982، والتي عرفت أول مشاركة للمنتخب الوطني في التاريخ، رأى معشوق جماهير المنتخب الوطني النور، وبالضبط في 17 أوت 1982، وحفاظا على التقاليد الجزائرية، وباعتباره الإبن البكر، كان لجدته شرف إطلاق اسم كريم عليه، حيث تفوق بذكائه الخارق على أقرانه في الأشهر الأولى من عمره، إلى درجة أن عمته أجزمت أنه سيكون نجما في كرة القدم مستقبلا، وعمره لم يتجاوز ال9 أشهر، باعتبار أنه كان يركل كل شيء في طريقه، وخفيف الحركة ويقوم بأمور تثير الدهشة... وكشف رابح والد كريم زياني ليومية ''الشباك''، أنه كان ينزع حذاءه عندما يلعب كرة القدم في الحي مع أقرانه، مما اضطره إلى ضربه في بعض الأحيان ليمتنع عن هذا السلوك..وأضاف رابح قائلا:''عادة أجد عددا كبيرا من الناس ينظرون لكريم وهو يلعب في الحي، باعتبار أنه يلفت انتباههم، بالنظر إلى قِصر قامته والحركات التي يقوم بها، بالإضافة إلى أنه ينزع حذاءه عادة، وكان كل من يشاهده يتنبأ له بمستقبل زاهر''. ومن بين الأمور التي قال رابح إنه لن ينساها أبدا، هو يوم همّ بتسجيله في مدرسة ''راسينغ باسيس'' وعمره 9 سنوات، ليبدأ ممارسة كرة القدم، حيث سخر منه المدرب آنذاك بقوله:'' أتريد تسجيل قصير القامة هذا في مدرستنا؟!''، ولكن بعد ثلاث مباريات خاضها كريم مع الأصاغر، أدهش الجميع وتمت ترقيته إلى صنف الأشبال. وعرج محدثنا للحديث بالتفصيل عن مشوار ابنه الإحترافي منذ أول عقد وقّعه مع نادي ''تروا'' وصولا إلى وضعيته الحالية مع نادي ''فولسبورغ''، حيث لم يتردّد رابح في التأكيد بأن ابنه كريم سيرد على منتقديه بأداء جيد في المونديال مع ''الخضر'' ليتسن له الحصول على عرض يليق بمقامه وقدراته، ومن بين الأمور التي لا يعرفها الجمهور الجزائري عن مدلل ''الخضر'' كريم زياني، أنه عاش ظروفا صعبة بعد انفصال والده عن والدته، ولكن رغم هذا، تمكن الأب الجزائري من غرس روح حب الوطن فيه.