غانا من أجل التاريخ والأورغواي للتأكيد!! رغم أن أوروجواي شاركت مراراً في كأس العالم، إلا أنها لم تتجاوز الدور ربع النهائي منذ وصولها إلى نادي الأربعة الكبار عام 1970 أما المنتخب الغاني فلم يسبق أن وصل الدور ربع النهائي على الإطلاق بعد أن تأهل إلى المرحلة الثانية قبل أربع سنوات وكانت تلك هي المشاركة الأولى للنجوم السمراء في المونديال. يُذكر أنه في نسختي ألمانيا 2006 واليوم في جنوب أفريقيا 2010، كانت غانا الممثل الوحيد للقارة السمراء في أدوار خروج المغلوب. وفي حال الفوز في موقعة يوم الجمعة، فإنها ستكون الدولة الأفريقية الأولى التي تصل إلى نصف النهائي. لكن وفي سبيل تحقيق ذلك الإنجاز التاريخي، سيكون على أبناء ميلوفان رايفاتش التغلب على منتخب من الطراز الرفيع يضم كوكبة من ألمع المهاجمين في هذه البطولة. المباراة غانا أوروجواي، جوهانسبرج (ملعب سوكر سيتي)، 2 جويلية، 19:30 بتوقيت الجزائر. بالنظر إلى أن أوروجواي عانت الأمَرَّين في سبيل التأهل إلى النهائيات، فإنها حققت مفاجأة من العيار الثقيل في مرحلة المجموعات التي أنهت منافساتها متصدرة لترتيب المجموعة الأولى. فبعد أن استهل منتخب لا سيليستي مشواره في البطولة بتعادل سلبي مع فرنسا، أكمل المسيرة بثلاثة انتصارات متتالية كان للقناصين دييجو فورلان ولويس سواريز فضلٌ كبير في تحقيقها. حيث هزّ فورلان الشباك مرتين في المباراة التي جمعت فريقه مع جنوب أفريقيا صاحبة الأرض والضيافة وانتهت بثلاثة أهداف مقابل لا شيء. بينما سجّل سواريز أهداف أوروجواي الثلاثة في المباراتين التاليتين اللتين انتهت الأولى بالفوز على المكسيك بهدف دون رد، والثانية بانتصار مؤزر على كوريا الجنوبية بهدفين لهدف. صحيحٌ أن زميلهما الثالث على خط الهجوم إدينسون كافاني لم يتألق كثيراً، إلا أن رأس حربة نادي باليرمو الإيطالي يُشكل دائماً خطراً محدقاً بشباك الخصوم. لكن ميلوفان رايفيتش مدرب منتخب غانا اكتسب شهرة كبيرة في عالم المستديرة الساحرة بفضل فطنته وتكتيكاته الفنية، وقد تمكن بالفعل من بناء خط دفاع صلب يُعتبر من أقوى خطوط الدفاع في القارة الأفريقية. وبالنظر إلى الإنجاز التاريخي الذي يُسطّره نجوم غانا، فإن إمكانية التعثر نتيجة الأهمية غير المسبوقة لهذه لموقعة قد تكون مبررة. لكن النجوم السمراء تبدو مقدمة على المواجهة المقبلة بخطى واثقة رغم أنها تشكل المنتخب الأصغر سناً في البطولة. ويُشهد لهذا الفريق المتألق أن العديد من لاعبيه تربعوا على عرش كأس العالم تحت 20 سنة العام الماضي، كما احتلوا مركز الوصيف في النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأفريقية في جانفي الماضي بعد ثلاثة انتصارات متتالية بهدف نظيف في كلّ منها. وقد وصل أبناء ميلوفان رايفاتش إلى مباراة الجمعة بعد أن تغلبوا في الدور الثاني على المنتخب الأمريكي القوي وصيف بطل القارات بنتيجة 2-1 وأتى هدف الفوز خلال الوقت الإضافي من المباراة. ويُذكر أن أسامواه جيان سجّل ثلاثة من الأهداف الأربعة التي حصدتها غانا في البطولة حتى الآن. ورغم معاناته من إصابة في الكاحل، إلا أن هذا القناص لا يزال نقطة الإرتكاز في خط الهجوم. وينتظر أن يستعيد كيفن برينس بواتينج لياقته بعد إصابته في أربطة الركبة ويشارك في المباراة، إلا أن غياب النجم الصاعد أندريه أيو بسبب الإيقاف سيكون له دون شكّ أثرٌ كبيرٌ في صفوف الفريق. لكن ذلك قد يفتح الباب أمام إشراك لاعب خط وسط إنتر ميلان سولي مونتاري الذي لم تتم الإستعانة بخدماته كثيراً في البطولة حتى الآن. وقد تمثل العودة المحتملة للاعب خط الوسط الآخر إسحاق فورساه بعد تعافيه من الإصابة عامل دفع قوي لفريقه. لاعبون تحت الضوء لويس سواريز ضد جون منساه سيكون المدافع الغاني المخضرم جون منساه بحاجة للإستفادة من خبرته الكبيرة ومهاراته الدفاعية الفذة في سبيل الوقوف سداً منيعاً أمام مهاجمي أوروجواي الذين يتمتعون بسرعة كبيرة وقدرة استثنائية على ابتكار الفرص. أما لويس سواريز ابن الثالثة والعشرين ومهاجم نادي أياكس أمستردام، فيملك مواهب فنية فريدة وباستطاعته هز الشباك انطلاقاً من أية نقطة في منطقة الجزاء. ورغم أن البنية الجسدية القوية لمنساه قد تجعله قادراً على التعامل بشكل أفضل مع التمريرات العالية، إلا أن سواريز قد يُشكل تحدياً حقيقاً بالنظر إلى سرعته الكبيرة ونجاحه في استغلال الهجمات المرتدة. لكن عودة إسحاق فورساه قد تشكل مساندة قيمة للغاية لزميله منساه. الرقم 7 هو عدد الأهداف التي سجلها أسامواه جيان لمنتخب بلاده من أصل 11 للنجوم السمراء في المباريات الدولية الإحدى عشرة التي خاضتها غانا عام 2010. وقد أتت الأهداف الأربعة الأخرى بتوقيع أندريه أيو وكيفن برينس بواتينج وسولي مونتاري وكوينسي أووسو-أبيي. السؤال هل بإمكان غانا أن تتجاوز ما حققته الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002 وتصبح الدولة الأفريقية الأولى التي تصل إلى الدور نصف النهائي؟ أم أن أوروجواي حاملة اللقب مرتين ستؤكد مجدداً علوّ كعبها في البطولة التي أثبتت منتخبات أمريكا الجنوبية فيها أنه من الصعوبة بمكان كسر شوكتها؟