السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيدة متزوجة أبلغ من العمر 28 سنة منذ خمس سنوات، نشأت في بيت مستقيم، فاستطعت أن أكون من نفسي شخصية متميزة بشهادة كل من تعامل معي، وبعد إنهاء دراستي الجامعية تزوجت من شاب يكبرني بثلاث سنوات، من عائلة منغلقة وأم مسيطرة. في بداية حياتي الزوجية كنت أعيش السّعادة، رغم الفقر وعسر الحال، لكني بعدما أنجبت المرة الثانية، تغير زوجي فلم يعد يبالي بي، أصبح يحرمني من كل شيء و لا ينفق علي، أما والدته فهي إنسانة جاهلة لا تتقبل كلامي معها ولا نصيحتي، وما زاد الطين بلة أن زوجي يبر والدته على حسابي، إنّه يذلني أمامها ويفرغ جام غضبه علي، رغم أنّي لست سبب ما يحدث له. هذه الظّروف جعلتني أحمل نفسي وأبنائي وأذهب إلى بيت أهلي، وقد طالبته بأن يوفر لي سكنا منفردا أو الإنفصال، فهل أنا محقّة أم أنه واجب علي تحمل الأوضاع كما هي عليه، علما أنّي لم أعد أطيق هذا الوضع. فهيمة / جيجل الرد: بعد أن قرأت رسالتك تبين لي أن حياتكما الزوجية مرت بفترة ليست بالقصيرة، حتى وصلت للتغيرات التي ذكرتها، فمثل هذه الأمور لا تظهر فجأة كما هو معلوم، لذلك أنصحك بما يلي: التّفكير الجيد في الأسباب التي قلبت حياتكما وعمّقت الفجوة بينكما، فإذا عرف السّبب بطل العجب وسعينا للعلاج، وقد يكون منك أسبابا ساهمت في نفوره منك، فلا يمكن علاج المشكلة وأنتما متباعدين، فأرى أن تقتربي منه نفسيا وجسديا، ولو بالعودة لبيت أهله، حتى يتحسن الوضع المادي، ثم يكون لكما مكان خاص عند القدرة عليه. عليك بالسّعي لكسب ود الحماة، ويكون ذلك بالفعل لا بالنّصح والتّوجيه المباشر، فمن في مثل عمرها وقوة شخصيتها لا يقبل التّوجيه ممن يصغره في السن، ولعل الطّريقة المناسبة هي النّظر إليها كأنّها أم لك، ثم التّعامل معها بالطريقة التي تحبين أن تتعامل بها زوجة أخيك مع أمك وهي الهدية، التّحية، الإحترام، الخدمة والصبر. ارجعي بذكرياتك لأول أيام الزّواج التي كنت فيها على حال طيب مع زوجك، وفتشي في أسباب طيب تلك الأيام لتعيديها مرة أخرى، وإذا كان دخل الأسرة ضعيفا كما ذكرت، فكيف يستطيع الزّوج توفير سكن مستقل، يحتاج هذا الأمر للتفكير العاقل المنطقي، فلا بأس بتدخل أحد العقلاء بينكم من أهلك أو أهله لتقريب الوجهات، وعليك بالسبب الذي لا قبله ولا بعده سبب وهو باب الكريم جل في علاه، توجهي له بالدعاء، خاصة ونحن في شهر الإستجابة. ردت نور