تحولت قبائل الأزواد بمنطقة السّاحل الصحراوي ، إلى ذراع أيمن للتنظيم الإرهابي، لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، إذ أصبح غالب المجندين الجدد في التنظيم الإرهابي مؤخرا، من أبناء "الأزواد"، وهم في غالبهم من القصر وصغار السن، الذين يستغلهم تنظيم دروكدال في تنفيذ عملياته الإجرامية بالمنطقة. وعلى الرغم من أن الجزائر كانت أول من بادر إلى فض النزاع القائم بين قبائل الأزواد ودولة مالي، وتمكنت سنة 1994 من إقناع الطرفين على توقيع "اتفاق الجزائر" بين الجبهات الأزوادية والحكومة المالية، والتي عرفت بالإتفاقية التنفيذية، كما ساهمت في دعمها ماديا بالمساعدات الإنسانية، غير أن قبائل الأزواد اختارت رد الجميل على طريقتها، بتوجيه أبنائها لضرب استقرار المنطقة والجزائر بشكل خاص، وتجنيدهم ضمن عناصر التنظيم الإرهابي، حيث كشف أبو أنس الشنقيطي، عن وجود 3 عناصر من الإرهابيين المقضي عليهم في العملية العسكرية التي قادتها موريتانيا وفرنسا ضد التنظيم في 22 جويلية المنصرم، بغرض تحرير الرعية الفرنسي ميشال جرمانو، وعجلت بإعدام هذا الأخير ذبحا من قبل التنظيم، وقال الشنقيطي في بيان "رثاء" للعناصر المقضي عنها، نشرته المواقع القريبة من التّنظيم الإرهابي سابقا، أنّ الأمر يتعلق بالجزائري المدعو بلال أبو مسلم واسمه الحقيقي، سلامي عميروش من مواليد العام 1981، التحق بالتنظيم الإرهابي سنة 1999، والبشير أبو الدحداح واسمه الحقيقي عبد العالي أشعايري، وهو مغربي الجنسية ينحدر تحديدا من طنجة، من مواليد العام 1981، التحق بالتنظيم الإرهابي شهر سبتمبر 2005، فضلا عن المدعو إبراهيم أبو مرداس المدعو عبد القادر ولد احمدناه الشنقيطي وهو موريتاني الجنسية، مولود سنة 1985 التحق بالتنظيم الإرهابي حديثا منذ حوالي ثلاث سنوات، بالإضافة إلى ثلاثة عناصر أخرى من أبناء قبائل الأزواد، وهم كل من عبد الرزاق واسمه الحقيقي اعلِ ولد سيدي محمد الأزاودي من قبائل الطوارق، مولود عام 1993 التحق بالتنظيم في شهر جوان 2009، أبو يحيى واسمه الحقيقي وَنَّاتو ولد الحسن الأزوادي، وهو أيضا من قبائل طوارق الأزواد، من مواليد العام 1992، التحق بالإرهابيين شهر سبتمبر من العام الفارط، فضلا عن المدعو عبد الرؤوف واسمه الحقيقي بوب ولد حمات الأزوادي الذي التحق بالإرهابيين من حوالي شهر، وهو ما يؤكد وجود أعداد أخرى من أبناء الأزواد ضمن التنظيم الإرهابي، يستغلهم هذا الأخير لضرب استقرار المنطقة، ومساعدة المتلهفين للإستفادة من خيرات الساحل الصحراوي على بلوغ أهدافهم، بدخولها من باب شرعي مفاده وجود تكتل إرهابي وتهديد عالمي وجب كسره حفاظا على الأمن الدولي. بالمقابل؛ كانت قبائل التوارق قد أكدت سابقا عدم وجود أية علاقة لها بالتنظيم الإرهابي الناشط بالمنطقة، حيث نفت ثلاث جمعيات تمثل كلا من التوارق والأزاود أي صلة أو تعاون بينها مع المجموعات الإرهابية المسلحة، وأكدت أن سكان التوارق والأزواد يعارضون بشدة كل أشكال التطرف والتشدد والإرهاب واستغلال الدين الإسلامي للتغطية على جرائم إرهابية.