يبدو أن الناخب الوطني رابح سعدان المستقيل لم يستوعب بعد الدروس المتتالية التي يتلقاها المنتخب الوطني، الذي أصبح محل سخرية من منتخبات متواضعة لم تكن يوما تحلم بتسجيل هدف ضد منتخب الجزائر، ولم تخطط حتى للتأهل إلى كأس أمم إفريقيا لعلمها بأنها في مجموعتها، ولكنها أصبحت الآن لا ترضى بأقل من الفوز علينا وبالثلاثيات أيضا، فمنذ مباراة مالاوي في كأس أمم إفريقيا الأخيرة والخضر يتلقون الهزائم الثقيلة حتى على أرضية ملاعبنا، التي لم تعد ترهب سوى محترفينا بعدما كانت توصف بملاعب النار للمنافسين. .. شكرا يا سعدان، شكرا يا أبطال أم درمان لقد أصبح التعادل أمام تنزانيا والهزائم أمام الغابون ومالاوي بالثلاثيات شيئا عاديا بفضل مدرب محنك لم يغير خطته التكتيكية (إن وجدت أساسا) منذ الثمانينات، ولاعبون لا يشاركون مع أنديتهم المتوسطة حتى لا نقول متواضعة في أوروبا، ليجدوا أنفسهم كأساسيين مع منتخب الجزائر دون أن يشاركوا في أي لقاء رسمي مع فرقهم لأشهر عديدة، فرفيق حليش، حسان يبدة، مبولحي وشاقوري مثلا لم يتدربوا حتى مع فرقهم الأوروبية منذ نهائيات كأس العالم الأخيرة، ليجدوا أنفسهم ضمن تشكيلة الإنطلاق عند العم سعدان. فبالنسبة للاعبي نادي بنفيكا السابقين حسان يبدة ورفيق حليش رغم أن الجميع يشهد لهما بإمكاناتهما العالية، وحتى فضلهما الكبير في تحقيق التأهل التاريخي للخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا لأول مرة بعد 24 سنة من الغياب، إلا أن كرة القدم لا تعترف إلا بمن يبذل الجهد ويقدم أكبر مجهود داخل المستطيل الأخضر، وهؤلاء اللاعبون لم ولن يستطيعوا بذل أكثر مما بذلوه نتيجة عدم التحضير الجيد وغياب المنافسة ورغم ذلك قام الناخب الوطني رابح سعدان بإشراكهم كأساسيين في اللقاء ضد تنزانيا، بحيث كان يبدة ظلا لنفسه داخل المستطيل الأخضر ولم يقدم الإضافة المنتظرة منه، حيث ترك التنزانيين الذين يلعبون في البطولة المحلية هناك يسيطرون على وسط الميدان ويقتنصون تعادلا لم يكونوا يرونه حتى في الأحلام، بينما خرج صخرة الدفاع رفيق حليش مصابا مع بداية الشوط الثاني نتيجة الإرهاق ونقص المنافسة هذا الموسم، وكل هذا حدث بفضل المدرب الذي يعتمد على الأسماء بغض النظر عن المستوى الذي يوجدون عليه. مبولحي شارك في مباراة واحدة مع سلافيا غاب عن التربص وشارك أساسيا من جهته الحارس رايس وهاب مبولحي الذي أشركه الراحل الناخب الوطني رابح سعدان أساسيا في لقاء تنزانيا وفضله على الثنائي ڤاواوي صاحب الخبرة، وزماموش الذي يوجد أيضا في حالة جيدة بعدما حضر جيدا للموسم الجديد وأجرى عدة مباريات مع العميد في بولونيا وأيضا في تونس. لم يكن في كامل مستواه خلال أولى مباريات التصفيات الإفريقية ويتحمل جزءا من مسؤولية الهدف المسجل ضد الخضر من 30 مترا، إلا أن مردوده في هذا اللقاء كان متوقعا ومنتظرا حيث كان من المفروض عدم المغامرة به لأنه لم يدخل التربص مع الخضر من بدايته، بعدما شد الرحال إلى بلغاريا من أجل الإمضاء في ناديه الجديد سيسكا صوفيا وعاد متأخرا إلى أرض الوطن، كما أنه ليس في أحسن أحواله بسبب نقص التحضير للموسم الجديد، حيث لم يباشر تدريبات الفريق إلا مأخرا ثم قاطع هذه التدريبات نهائيا بسبب رفضه البقاء، كما لم يشارك مبولحي هذا الموسم سوى في مواجهة واحدة مع فريقه تسبب خلالها أيضا بهدف، ليجد نفسه أساسيا مرة أخرى تحت قيادة الناخب الوطني رابح سعدان. شاقوري، عسلة، جابو وتجار أكبر الألغاز فيما يخص المعايير التي يتبعها سعدان لاستدعاء اللاعبين لعل أكبر لغز يحير المتتبعين وكثيرا ما يتبادر إلى ذهن المشجعين الأوفياء للخضر، هي المعايير التي يتبعها سعدان لاستدعاء لاعبي المنتخب؟ فهذا التساؤل طرح وبشدة خصوصا فيما يخص قضية مدافع الخضر الجديد محمد شاقوري، الذي استدعي إلى صفوف المنتخب الوطني رغم أنه لم يشارك ولا دقيقة واحدة مع ناديه البلجيكي المتواضع شارلوروا، بل ولم يستدعى إلى قائمة البدلاء في هذا الفريق إلا في مناسبات قليلة جدا، بينما العكس يحدث في المنتخب حيث تم استدعاء هذا المدافع من أجل حل مشكلة الظهير الأيمن وتعويض القائد عنتر يحيى في الدفاع، في حين كان الأجدر الإكتفاء بعدد المدافعين الموجودين أو حتى استدعاء مدافع هارتس الإسكتلندي اسماعيل بوزيد أو مادوني قائد برلين الألماني، أو حتى مدافعي شبيبة القبائل بلكالام أو زايتي باعتبار أنهما قدما مردودا جيدا في رابطة أبطال إفريقيا الى حد الان. بالإضافة إلى العديد من القضايا التي تحير الشارع الرياضي الجزائري فيما يخص معايير انتقاء لاعبي الخضر، والسؤال الذي يفترض الإجابة عنه من سعدان هو لماذا لا تتاح ولو فرصة صغيرة للاعب المحلي من أجل إثبات امكاناته؟ ولماذا لا يستدعى لاعبين مثل: عسلة، جابو، تجار، حاج عيسى، بلكالام والبقية؟