من بين الأهداف المسطرة من طرف الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، بعدما قرر تجديد الثقة في الناخب الوطني رابح سعدان حتى 2012 هو تأهل الجزائر إلى الدور النهائي لكأس إفريقيا التي ستقام في غينيا الاستوائية والغابون، حيث أصر رئيس ''الفاف''، محمد راوراوة، من رابح سعدان بلوغ النهائي، وتجاوز هدف المشاركة الرمزية للخضر في المنافسات الإفريقية والعالمية، لكن هذا يعتبر حديث سابق لأوانه، فكلا الطرفين تجاوزا المراحل، فعوض التفكير أولا في ضمان التأهل إلى كأس إفريقيا 2012 وفي كيفية سد الثغرات التي يعاني منها المنتخب الوطني خاصة الهجومية، وبعد ضمان المشاركة في دورة غينيا الاستوائية والغابون، يمكن لرئيس ''الفاف'' ومدربه الذهاب إلى نهائي كأس إفريقيا، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل يملك المنتخب الوطني الإمكانيات لتجسيد أهداف راوراوة وسعدان، وهل سيكون الوقت في صالح الناخب الوطني لفك العقدة الهجومية؟ العقم الهجومي من بين أولويات سعدان لا يختلف إثنان حول الخلل الذي يطارد المنتخب الوطني منذ نهاية التصفيات ومشاركة ''الخضر'' في كأسي إفريقيا بأنغولا والعالم بجنوب إفريقيا، حيث ظهر مهاجمو المنتخب الوطني بوجه شاحب، فمثلا في كأس العالم لم يتمكن رفقاء جبور تسجيل أي هدف، وأنهى المنتخب الوطني المنافسة بعدم تسجيل أي هدف، حصيلة تثبت ضعف الخط الهجومي للمنتخب الوطني· الشأن نفسه في كأس إفريقيا للأمم، فمعظم الأهداف المسجلة جاءت عن طريق المدافعين بواسطة كرات ثابتة، الأمر الذي سيضع الناخب الوطني أمام حتمية البحث عن مهاجمين جدد لفك العقدة الهجومية واسترجاع التوازن للفريق بعد التألق الذي عرفته الخطوط الأخرى، ما سيجعل سعدان في سباق ضد الساعة لتدعيم الفريق بمدافعين جدد، وسيشرع الناخب الوطني قبل المباراة الودية أمام الغابون في شهر أوت في جولة إلى أوروبا للبحث عن لاعبين جدد يقدمون دفعا إضافيا لفريقه الحالي، على غرار براهيمي وكريم بن يمنية··· مباراة مالاوي في الأذهان والحديث عن بلوغ النهائي سابق لأوانه لم تمر الهزيمة المذلة للمنتخب الوطني أمام مالاوي ب 3 / 0 دون أن تترك آثارا كبيرة في أذهان الجزائريين، فالكل كان ينتظر أن يفوز ''الخضر'' على هذا المنتخب الضعيف وغير المعروف على الساحة الكروية الإفريقية، ليفاجأ هذا الأخير الجميع بالفوز على الجزائر المتأهل إلى المونديال· فعلى راوراوة وسعدان أخذ مباراة مالاوي درسا لعدم استصغار أي منتخب مهما كان اسمه، فقبل الحديث عن بلوغ نهائي كاس إفريقيا ,2012 فعليهما البحث أولا عن كيفية ضمان المشاركة في هذه الدورة وعدم تجاوز المراحل، لأن الحديث عن هدف بلوغ النهائي سابق لأوانه بالنظر إلى المفاجآت التي حققها ''الخضر'' سواء في كأس إفريقيا أو في المونديال، فوضع التأهل إلى نهائي كأس إفريقيا من بين أولويات ''الفاف''، يعتبر هروب نحو الأمام· بلوغ النهائي صعب والمنتخبات الإفريقية في تألق مستمر يبدو أن راوراوة بإصراره على سعدان التأهل إلى نهائي كأس إفريقيا ,2012 قد أكد بطريقة أو أخرى تفوّق الجزائر على المنتخبات الإفريقية، التي لازال تؤكد تألقها على الصعيد الإفريقي أو العالمي، على غرار ما حققه المنتخب الغاني في المونديال بجنوب إفريقيا، حيث حمل الراية الإفريقية إلى الدور ربع النهائي· لكن الأمور ليست كما يعتقدها رئيس ''الفاف''، فالتأهل إلى النهائي قد حسم مسبقا، ولتجسيد الهدف المسطر يتحتم على المنتخب الوطني تجاوز عقبة منتخبات إفريقية كبيرة منها، الكاميرون، مصر، نيجيريا، غانا، الكوت ديفوار··· ما يعني أن مهمة ''الخضر'' ليست بالسهلة، في وقت سجلت هذه المنتخبات تحسنا كبيرا على الساحة الإفريقية والدولية·