عرفت الأسابيع الأخيرة انتفاضة حقيقية من قبل لاعبي الخضر الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوربية، والذين تمكّن أغلبهم من طرد النحس الذي طالما جانبهم بخصوص تسجيل الأهداف، ولم تقتصر هذه الإستفاقة على المهاجمين فقط، حيث شملت لاعبي وسط الميدان وحتى المدافعين أصبحوا هدافين، فإذا نظرنا إلى الجولة الأخيرة للاعبي الخضر مع أنديتهم، نجد أن رفيق جبور استطاع تسجيل هدفه الرابع مع ناديه ب''أثينا''، وفي ظرف خمس مباريات سجل أربعة أهداف. كما كان زميله في المنتخب الوطني ومهاجم إتحاد جدة السعودي عبد المالك زياية في الموعد كالعادة، وسجل في الجولة الماضية ضد الأهلي في داربي العاصمة السعودية، ليرفع رصيده إلى أربعة أهداف مع بداية الموسم. وفي وسط الميدان، خطف القادم الجديد إلى كتيبة محاربي الصحراء ولاعب نادي ''سوشو'' الفرنسي، الأضواء في مباراة ناديه الأخيرة عندما سجل هدفا رائعا ساهم في فوز ''سوشو'' برباعية نظيفة، ولم يختلف حال جمال عبدون الذي انتقل إلى نادي ''كافالا'' اليوناني، أين كان له الدور الكبير في تحقيق نتيجة طيبة أمام نادي ''باناتينايكوس'' اليوناني، عندما قدم تمريرتي الهدفين، والطريف في أمر لاعبي الخضر أن المدافعين أيضا كانت لهم كلمتهم، حيث استطاع كل من عنتر يحي مدافع نادي بوخوم وكارل مجاني مدافع ''اجاكسيو'' من التهديف في لقائيهما الأخيرين، ولعل هذه النعمة التي حلت على محترفينا وجعلتهم يتألقون ويسجلون مع أنديتهم قد تتحول إلى نقمة في حال فشلوا في التهديف مع المنتخب الوطني في اللقاء القادم أمام منتخب إفريقيا الوسطى، والذي يدخل في إطار الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا، خاصة وأن الحجة التي طالما إختبأوا وراءها كانت خطة سعدان، والتي كانوا يتخذون منها ذريعة لتبرير فشلهم وصيامهم الدائم عن تسجيل الأهداف في كل مرة يحملون فيها القميص الأخضر، على غرار رفيق جبور الذي أصبح الهداف رقم واحد في اليونان والذي سبق وأن صرح، بأن المشكل لا يكمن في فعالية مهاجمي الخضر أمام المرمى، وإنما في سعدان، في إشارة إلى الخطة التكتيكية التي قيل عنها إنها تكبل محاربي الصحراء وتجعلهم لا يبادرون إلى الهجوم ويكتفون بالدفاع، لكن بعد رحيل سعدان وخططه التكتيكية التي قيل عنها أنها عرقلت و''فرملت'' المهاجم الجزائري سيكون كل من جبور وزياية وبودبوز والآخرين أمام الأمر الواقع خاصة وأن المدرب الجديد عبد الحق بن شيخه معروف بأنه طموح ويحب المغامرة والفوز، مما سيسقط فرضية الفشل التكتيكي عند سعدان ويصبح المهاجم هو المسؤول الأول والأخير عن أي فشل قادم أمام مرمى الخصوم، فهل سيعرف مهاجمونا عهدا جديدا مع الشباك أم أن الصيام سيستمر لأعوام؟.