السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سليم من مدينة عين بسام في 27 من العمر، أعمل بقطاع البريد، مشكلتي تكمن في عدم استطاعتي توجيه النصح لأعز صديق، هذا الأخير الذي احترف بعض المحرمات والمناكير، فهو يفعل ذلك عندما لا يكون بصحبتي، وقد سمعت أنه تمادى في طيشه، لكنه لا يظهر تصرفاته أمامي مما يجعلني أستحي أن أقدم له النصيحة، وسبب ذلك أني عندما كنت أفعل الشيء نفسه مع إخوتي أو غيرهم من الناس، فأنهم لا يتقبلون النصيحة وفي أحيان كثيرة يدمرون لي الشر، رغم أني لم أقدم سوى النصيحة، فكيف أستطيع النجاح في هذه المهمة ولك مني جزيل الشكر سليم / عين بسام الرد: سيدي الكريم، يجب أن تعلم أن الله أوجب على عباده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولاشك أن صديقك بحاجة إلى من يذكره بالله ويأخذ بيده ويدله على الخير، خاصةً وأنك محب له، والغالب أنه يبادلك نفس الشعور، فمثل هذا الصديق هو من أحق الناس بنصيحتك وحرصك عليه، بل إن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر في هذه الحالة هو من حقوقه عليك كصديق يحب الخير لصديقه. تقول أن الحياء يمنعك من نصح صديقك، أقول لك أنه ليس بالحياء، بل هو نوع من الضعف الذي يصيب الإنسان بسبب تسلط الشيطان عليه، إذن، فالواجب عليك هو نصح هذا الصديق بأقرب عبارة إلى قلبه، وبألطف معاملة إلى نفسه، بحيث تظهر له المحبة وأما ما ذكرته من أنك تنصح إخوتك وتنهاهم عن المنكرات فيتضايقون منك جدا، فهذه سنة الله في خلقه، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كثير من الأحوال يؤدي إلى عدم رضا الناس بل وسخطهم أيضا، بحيث أنهم قد يؤذون من ينصحهم بل وربما يبالغون في عداواته ويتمنون الشر له. أقول لك هذا الكلام وأستودعك الله راجية أن يفقك إلى مافيه الخير والصلاح. ردت نور