السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: لا أريد يا سيدة نور أن أذكر اسمي ولا مكان تواجدي، لأني أخشى أن يتعرّف عليّ الناس فتكون فضيحتي، بعدما اقترفت ذنبا لا يغتفر في حق أفراد عائلتي. لم أكتف بالقيام بهذا الأمر المشين مرة واحدة، بل تطاولت عليهم، وأعدت الكرّة وها أنا اليوم أعيش الندم والحسرة، ولا أعرف كيف أتصرف حيال ما أقدمت عليه من ذنب بل معصية، لا يقدر عليها إلا الشياطين، بل من يفوق الشيطان في المكر والضغينة. مشكلتي يا سيدة نور أني طيلة الأربع سنوات الماضية كنت أطلب من والدي أن يمنحني مبلغ زكاة الفطر، لكي أتصدّق به على صديق لي، ولم يكن والدي يتوانى لحظة واحدة، خاصة عندما علم أن ذلك الأخير يتيم الأب ولا معيل له ولعائلته إلا صدقات المحسنين، قد يتبادر لذهن من يقرأ هذه الرسالة أني الشاب المستقيم، فلا يفعل ذلك إلا من قلبه ينبض بحب الخير للناس والإحسان إليهم، لكني في الحقيقة عكس ذلك، لأن الصديق لا وجود له، وما ذلك إلا خيالا نسجته، لكي أحصل على مبلغ زكاة الفطر لأحتفظ به لنفسي، فكنت أضيفه لما أملك من مال قليل، لأقضي بعض حوائجي علما أني بطال في العشرين من العمر. لم أكن أعرف خطورة ما كنت أقدم عليه من الناحية الشرعية، حتى سمعت أحدهم يقول بأن الذي لا يُخرِج زكاة الفطر، سيظل صيامه معلقا فأدركت أن بفعلتي تلك علّقت صيام أهلي أربع سنوات فهل سيغفر الله ذنبي؟ الرد: سيدي الكريم كلنا نذنب، كلنا نخطئ، نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نخشى الله مرة وتسيطر علينا الغفلة مرة أخرى، لا نخلوا من المعصية ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا وأنت ولا الجميع بمعصومين. إن التقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي، ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وزالت همته عن طلب التقرب إلى الله. ألجأ إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة، فهناك ستجد راحتك، ثق بالله، واحمده أن جعل قبلك الميت يعود إلى الحياة، أما بخصوص ما أقدمت عليه فصيام العائلة لا يعتبر معلقا، لأن والدك أبرأ ذمته وأخرج الزكاة، التي احتجزتها أنت لنفسك بخيانة الأمانة، وحتى لا أغوص في فتوى ليست من اختصاصي أدعوك إلى استشارة أهل الإختصاص فقط عليك ألا تيأس من رحمة الله. ردت نور