توجه البرازيليون الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار خلف للرئيس المنتهية ولايته لولا دا سيلفا، والذي يترك السلطة بشعبية مرتفعة بلغت 80 بالمئة وبعد فترتين متتاليتين من الحكم امتازتا بالازدهار الاقتصادي. وسيدور الصراع بين ثلاثة مرشحين أساسيين، لكن استطلاعات الرأي ترجح فوز ديلما روسيف من حزب العمال الحاكم. يقوم المرشحون للانتخابات الرئاسية في البرازيل بمحاولة اللحظة الاخيرة لاقناع الناخبين المترددين في ختام حملة باهتة لانتخابات ترجح استطلاعات الرأي ان تفوز فيها ديلما روسيف التي يرعاها الرئيس لولا دا سيلفا. وفي ختام حملة انتخابية دامت ثلاثة اشهر كانت المفاجأة الوحيدة انهيار المرشح الاشتراكي الديموقراطي جوزيه سيرا، الذي كان في بداية سبتمبر يحتل الصدارة في استطلاعات الرأي لكنه بات اليوم بعيدا باكثر من 25 نقطة خلف ديلما روسيف المدفوعة بالشعبية الجارفة التي يحظى بها الرئيس لولا. وديلما كما يدعوها البرازيليون، تحرز اليوم اكثر من نصف الاصوات في استطلاعات الرأي، ولكن تراجعها الطفيف في آخر الاستطلاعات دفع بمنافسيها الرئيسيين وهما الاشتراكي الديموقراطي جوزيه سيرا ورئيسة تيار الخضر مارينا سيلفا عززا الى تكثيف جهودهما لمنعها من الفوز من الدورة الاولى وجرها الى دورة ثانية. وعمدت ديلما (62 عاما) وجوزيه سيرا (الحاكم السابق لساو باولو، 68 عاما) ومارينا سيلفا (وزيرة البيئة السابقة في حكومة لولا، 52 عاما)، خلال الايام القليلة الماضية الى تكثيف اطلالاتهم الاعلامية والعامة قبل المناظرة الاخيرة التي جرت مساء الخميس على قناة غلوبو التلفزيونية الواسعة الانتشار. الا ان هذه المناظرة الخامسة والاخيرة التي امل سيرا ومارينا ان تكون حاسمة، كانت باهتة كسابقاتها واكتفى فيها كل مرشح بتكرار آرائه ومواقفه عوض ان تكون مواجهة بين متنافسين يدحض كل منهما افكار الاخر، وقد عزا البعض هذا الامر الى التنظيم الصارم جدا للمناظرة. واكثر من هذا فان المناظرة بدأت عند الساعة 22,30 (01,30 تغ) بعد انتهاء المسلسل اليومي الطويل الذي يتابعه ملايين البرازيليين، ما يعني ان قلة من المشاهدين تابعت تلك المناظرة التي لم تضف الى سابقاتها اي جديد. والخميس امضى المرشحون الثلاثة يومهم في ريو دي جانيرو حيث جرت المناظرة. وخلال النهار اجروا آخر مهرجاناتهم الانتخابية الجماهيرية قبل انتهاء الحملة الانتخابية رسميا. وبعد مهرجان انتخابي مساء الاربعاء في محطة قطارات "سنترال دي برازيل" في وسط ريو، حيث دعت مناصريها الى حشد اصواتهم لايصالها الى الدورة الثانية، توجهت مارينا سيلفا التي تتمتع بشعبية كبيرة في الاوساط الميسورة في ريو الى المنطقة الغربية حيث تمتد الاحياء الحديثة والراقية في المدينة. وقالت ان "شعبيتي لا تنفك تتزايد في استطلاعات الرأي وساقوم بالحملة الانتخابية حتى اللحظة الاخيرة". بدوره اطلق سيلفا نداء الى مناصريه في ختام الحملة الانتخابية في ريو مساء الاربعاء. وقال "الاثنين (غداة الانتخابات) لن يخلد احد الى الراحة. لن نرتاح الا في نوفمبر لانه سيكون امامنا الكثير من العمل"، في اشارة الى تعويله على الانتقال الى الدورة الثانية. وبدوره دخل الرئيس لولا المعترك الانتخابي لدعم مرشحته داعيا الناخبين الى عدم تصديق الشائعات التي تقول انها في حال انتخابها ستؤيد الاجهاض الذي لا يزال موضوعا حساسا في اكبر بلد كاثوليكي في العالم. وقال في تصريح تلفزيوني "كذبوا بشأني ايضا بقولهم انني ساغلق الكنائس (الانجيلية) وساغير الوان العلم الوطني". وعقدت ديلما روسيف مؤتمرا صحافيا في كوباكابانا حيث اكدت انها في حال فوزها لن تجري استفتاء حول تشريع الاجهاض.