هل توحي النظرات الناعمة والإبتسامات الرقيقة بالأخوة؟! السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد: أنا قارئة وفيّة لجريدة "النهار"، طالبة في السنة الأولى جامعي، لقد كنت محل اهتمام أحد الزملاء، هذا الأخير الذي عندما اقتربت منه وحاولت أن أوطد معه العلاقة، وجدت أنه يعتبرني زميلة وصديقة ليس إلا، رغم أن نظراته لم تكن توحي بذلك، فهو يا سيدة نور لم يكن يمتنع أبدا عن إرسال النظرات الرقيقة والإبتسامات الناعمة، التي تأكد أنه معجب بي، لكنه يكابر ربما بدافع الحياء أو لأي سبب آخر. سيدتي نور، أريد منك المساعدة والنصيحة التي تجعلني أنجح في جلب اهتمامه وتعزيز تلك النظرات بمشاعر الحب، فأنا حقا أريد أن تستمر علاقتي معه، لأن شعور ما بداخلي يحثني على ذلك، وما كنت في يوم من الأيام لأكذب إحساسي. أمينة/ عنابة الرد: عزيزتي قصتك تتكرر كثيرا بنفس المعطيات، وهي تشبه إلى حد كبير كل القصص التي تحدث لكل البنات، النظرات التي بلا كلمات وتوهم الحب والإنشغال بالآخر، وهي أمور كلها ناتجة عن الإنتقال من مرحلة الثانوية بضيق عالمها إلى الحياة الجامعية الرحبة الواسعة في كل شيء، حيث الحرية والإنطلاق والحب، فتبدأ الفتاة بملاحظة زملائها، ويبدأ الفتى بتفحص الفتيات من حوله، ومحاولة لفت الأنظار إليه، وهي مرحلة مليئة بالتصنع والتكلف والتمثيل، فبالرغم من وضوح الحقائق أمامنا إلا أننا نقنع بالأوهام ونكذب على أنفسنا، متوهمين أنه الحب. عزيزتي، قد تقولين إنها نظرات إعجاب وقد يتطور الإعجاب إلى حب، أقول لك وقد يتوقف عند الإعجاب دون أن يتجاوزه أو يتخطاه، وقد يزول الإعجاب مع مرور الزمن ووجود عوامل كثيرة تؤثر فيك وتشغلك عن مجرد نظرات، فتمهلي ولا تندفعي في مشاعرك فتفاجئين بنفسك تحبين وهما، أو غارقة في الحب من طرف واحد، وهي حالة لا أرضاها لك ولا لغيرك، فالحب إن لم يكن عطاء متبادل ومشاعر تسري بين طرفين، فلا معنى لوجوده، لأنك في هذه الحالة تكونين كمن يزرع البذور في أرض بور وهي أبدا لن تنتج ثمارا، الآن أدعوك يا عزيزتي، لطرد هذه الأفكار من رأسك واستبدالها بأفكار أكثر فائدة وأكثر إيجابية وأكثر جدوى، بدلا من تضييع وقتك وجهدك في أمر مع الأيام قد يصبح لا شيء، وقد تنساه الذاكرة تماما ويصبح مجرد ذكرى ساذجة لأيام كانت جميلة. عزيزتي، استجمعي شجاعتك وقوتك وانسي أمر هذا الشاب، وانسي هذه النظرات تماما ولا تفكري فيها وتشتتي ذهنك فيما لا ينفعك. ردت نور