وأود أولا أن أشير إلى موقفك السليم والصحيح حتى الآن، وعدم التسرع في إبداء رد فعل، أو إظهار تعليق من جانبك على ما تقوله صديقتك بشأن شقيقها، وأرجو أن تحافظي على هذا المسلك كثيرا. ومن المعلوم أن الذي يريد الزواج عليه إبداء رغبته صريحة، ولكن الوضع بالنسبة لك يحيط به كثير من الغموض، فليس لديك أي معلومات، كما أشرت في رسالتك، عن نية هذا الشاب للتقدم إليك، اللهم إلا ما تردده صديقتك فقط. ونظرا لأن هذا الموضوع لا يمثل هما أساسيا، لديك يساوي فيه أن يحدث أو لا يحدث وحرصا على التخلص من شعورك بالقلق والضيق، كما تذكرين، فإنني أشير إليك بأن تصارحي صديقتك، إذا ما تحدثت إليك في هذا الموضوع بما يلي: أولا: اذكري لها أن قضية الزواج إنما هي قسمة يقسمها الله لعباده، وليس للإنسان إلا التسليم بما يقدره الله تعالى، وذلك عندما تشاء إرادته سبحانه. ثانيا: إن العادات والتقاليد تحتم مصارحة الأهل وأولياء الفتاة بطلب الزواج من ابنتهم وإبداء الرأي بعد الدراسة والتقصي والتشاور بين أفراد العائلة. ثالثا: حاولي بقدر الإمكان تجاهل حديث صديقتك حول هذا الموضوع بطريقة مهذبة، وعدم مجاراتها فيه، ومحاولة فتح موضوع مخالف تتحدثان فيه، مع الحرص على إشعارها بمحبتك لها واحترامك لصداقتها الخالصة، والتي لا ترتبط ولا تشترط بمنفعة. رابعا: حاولي من جانبك حذف هذا الموضوع من تفكيرك تماما، طالما أنه لم يحدث شيء إيجابي، واعتبريه مجرد أحاديث عابرة لا تقوم عليها أي ردود أفعال. خامسا: حاولي الحفاظ على صديقتك ومشاركتها المشاعر الأخوية والعلاقات الطيبة في كل تعاملاتك معها، مع التأكيد على تجاهل الحديث عن شقيقها إذا ما تحدثت هي عنه، فلا تتجاوبي معها كما سبق القول في ذلك. وأخيرا، أرجو عزيزتي، أن تكوني أكثر صبرا وأفسح صدرا وتحملا لمثل هذه المواقف، ولا تجعلي لمشاعرك الحساسة السيطرة على أفعالك وعلاقاتك، مع استحضار إيمانك بالله بأن ما يقدره لك هو الذي ستجدينه، وما تختاره إرادة الله لك زوجا فسوف يأتيك، سواء كان شقيق صديقتك أو غيره. ردت نور