النظام السعودي يكره بلد الشهداء منذ عهدتي بن بلة وبومدين فجّر رئيس تحرير جريدة ''التقدمية'' الإلكترونية السعودية رياض الصيداوي، مفاجأة من العيار الثقيل، وذلك بتأكيده من خلال ملف شامل وبما لا يدع مجالا للشك، بأن المخابرات السعودية وراء إشعال الفتنة بين مصر والجزائر، حيث تطرق رياض الصيداوي من خلال الملف إلى الأسباب الحقيقية لإقدام المخابرات السعودية على الإنتقام من الجزائر باستعمال قناة ''أوربيت'' التي أخذت على عاتقها فتح جبهة الصراع مع الجزائر بحطب مصري ممثلا في شخص عمرو أديب، الذي كان أبرز ''أبواق الفتنة''. وبالرغم من غياب دلائل واقعية وملموسة لاتهامات الصيداوي للمخابرات السعودية، إلا أن جملة الوقائع التي طرحها في هذا الملف الشامل، من خلال عودته إلى ما سماه ''الحروب السريّة'' الجزائرية - السعودية، بعد تأكيده على أن السعوديين وجدوا الفرصة للإنتقام من الجزائر انطلاقا من اختلاف السياسات وتعارضها - كما جاء في سرده - منذ استقلال الجزائر في عهدتي الرئيسين بن بلة وهواري بومدين، والنزعة الثورية التي كانت للجزائر ودعمها للحركات التحررية عكس السعودية، التي كانت خاضعة للأمريكان، وصولا إلى الأزمة الأمنية في الجزائر في التسعينات، واتهامه المباشر بتورط السعودية في تمويلها، إلى جانب اختلاف الرؤى في حرب الخليج الثانية، ووقوف الإعلام السعودي الحكومي مع الجماعات المسلحة الإرهابية في الجزائر، إضافة إلى المساعدة الواضحة التي يقدّمها الملك السعودي للمغرب، من خلال شراء طائرات ''أف 21'' نكاية في الجزائر كما جاء في الملف-، كل هذه الوقائع، جعلت الصيداوي يجزم بأن المخابرات السعودية متورطة بشكل مباشر في الهجوم الشرس على الجزائر وشتم شهدائها، بعد أن تم شتم ملك السعودية في إحدى وسائل الإعلام الوطنية، والتي قوبلت باستهجان كبير من قِبل السفير السعودي بالجزائر، الذي أرسلها على جناح السرعة إلى السعودية، إلى جانب نقاط اختلاف أخرى سردها، انطلق من خلالها بتأكيده على أن المخابرات السعودية كانت وراء إشعال فتيل الأزمة بين الجزائر ومصر، ليبقى هذا الملف مردودا على صاحبه، على اعتبار عدم وجود أدلة ملموسة، بالرغم من أن طريقة سرده وغوصه في وقائع جزائرية لا يعرفها إلا الجزائري المطّلع على كل كبيرة وصغيرة، تجعل تورط السعودية أمر ممكن إلى غاية إثبات العكس. ؟