اختراق المتظاهرين بأعوان أمن في زي مدني ؟ نقل المساجين إلى أماكن مجهولة وتعويضهم بعناصر الأمن تشكيل لجان شعبية لحماية الأحياء السكنية هدفه تحويل المتظاهرين من الساحات العمومية أوامر لدفع مبالغ مالية كبيرة ل''بلطجية'' للقيام بأعمال فوضى منظمة تكشف وثائق سرية لوزارة الداخلية المصرية مخططا أعده نظام حسني مبارك لكسر الثورة الشعبية للمحتجين والمتظاهرين الداعين إلى إنهاء نظام الحكم. كما تكشف الوثائق أيضا ضلوع وتورط أفراد الشرطة في أعمال التخريب التي شهدتها كافة مناطق مصر، بهدف خلق ''فوضى منظمة''، بالاستعانة ب''ميليشيات'' من المسبوقين قضائيا و''البلطجية'' مقابل تلقيهم مبالغ مالية. وتضمنت الوثائق التي نشرتها ''الجزيرة'' أمس، وتحوز ''النهار'' على نسخة منها، مخططا جهنميا من 20 بندا، تتمحور في كيفية تحويل انتفاضة الشعب المصري عن أهدافها لضمان بقاء النظام الحاكم. وتبدأ خطة نظام مبارك من اختراق صفوف المحتجين ونشر المشوشين والمندسين في صفوفهم لإشاعة ونشر الفوضى والتخريب مع السحب الكلي لكافة أفراد الشرطة، وصولا إلى بث إشاعات بالاستعانة بوسائل إعلام موالية داخل وخارج مصر حول وجود فوضى عارمة وهروب مساجين وذكر أعداد وهمية للهاربين، مع قيام عونات الشرطة من النساء بالاتصال بوسائل الإعلام وتقديم أنفسهن على أنهن مواطنات عاديات يشتكين من غياب الأمن وتنامي الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات. ونصت النقطة الأولى من مخطط نشر الفوضى الوهمية في مصر، حسب مخطط وزارة الداخلية في نظام مبارك، على السماح للمظاهرات بالمرور في شوارع المدن والقرى ابتداء من يوم الجمعة الماضية، وعدم اعتراض مسيرتهم وتوخي الحذر الشديد في إطلاق النار الحي والرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، كما نصت التعليمة الثانية من المخطط على توظيف ''بلطجية'' والدفع لهم بمبالغ مجزية والاجتماع بهم في منازلهم وفي مواقع التجمعات وعلى انفراد وتوضيح خطة الانتشار وإبلاغهم بوقت التحرك وخطة إشاعة الفوضى التدريجية. إخضاع المعارضين وزعماء الأحزاب للمراقبة والتجسس على هواتفهم وأمرت التعليمتان الثالثة والرابعة من الوثائق بمراقبة جميع أفراد التنظيمات والأحزاب والتنسيق مع المطابع ودور النشر وأجهزة الاتصالات وفرض سجل كامل بالرسائل والمكالمات الصادرة والواردة وتوضيح مضامينها بتقارير، إلى جانب قطع وسائل الاتصالات ''النقال والأنترنت'' اعتبارا من الساعة السادسة صباحا من يوم الجمعة. وكشفت الوثيقة في بندها الخامس عن قيام أفراد الشرطة ورجال المباحث والعناصر الأمنية بالزي المدني باختراق صفوف المسيرات والمتظاهرين، ليرد في البندين السادس والسابع أنه ينبغي ''حصر مسيرة المظاهرات يوم الجمعة في الميادين العامة والرئيسية وقطع المظاهرات في حال وصولها إلى مناطق التحذير''، إلى جانب التأكد من تسليح أفراد العناصر الأمنية بالزي المدني بعصا خشبية وهراوات حديدية صغيرة الحجم لاستخدامها في القبض على العناصر الرئيسية المتواجدة في المظاهرة دون إظهار لأي عنف. وجاء في المحورين الثامن والتاسع من مخطط نشر الفوضى تعليمات بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع دون استخدام الرصاص الحي والتنبيه بذلك للجميع إلا في الضرورة القصوى، ثم إظهار عجز جزئي بدءا من الساعة الرابعة مساء يوم الجمعة لقوات الشرطة وإظهار تفوق المتظاهرين عليهم ومن ثم القيام بتسريب ما سمّته الوثيقة عناصر البند الثاني في إشارة إلى ''البلطجية'' وسط المتظاهرين ''لإحداث فوضى محدودة أثناء المظاهرة حسب الخطة المتفق معهم بذلك''.وجاء في البند العاشر من الوثيقة تعليمة ب''الانسحاب التام لقوات الشرطة والأمن المركزي وأفراد تنظيم المرور وجميع فئات الضباط والأفراد المخصصين لحماية المواقع الحكومية والشركات والمؤسسات مع ارتداء الزي المدني والتواجد بجانب الطرقات وحول الأشجار والتسلل إلى صفوف المنظمين للمظاهرات وبين مواقف السيارات دون التدخل في أي ظواهر سلبية ودون الكشف عن الهويات الخاصة بهم وعدم التدخل في الشارع إلى حين إبلاغهم بذلك''. وكان أخطر ما ورد في مخطط نظام مبارك الذي كشفت عنه الوثائق السرية هو ما جاء في البند 11، ب''إفراغ مراكز الشرطة من الأسلحة والذخائر والمحتجزين ونقلهم إلى السجن المركزي ووضعهم تحت حراسة مشددة، ثم إدخال أفراد الأمن الخاص والعناصر الأمنية وعناصر الأحياء وأفراد للمتابعة والبحث الجنائي والمتعاونين من المخبرين إلى السجون لإظهارهم على أنهم مساجين. بعد ذلك، نص البند 12 على وجوب بث الإشاعات عبر جميع وسائل الإعلام بوجود أعمال سلب ونهب بالاتصال من قبل العناصر النسوية بجميع وسائل الإعلام المختلفة مع الحرص على سماع حالات هلع وبكاء، ليتم فيما بعد حسب البند 13 بث رسائل مباشرة عبر أفراد أو وسائل غير مباشرة بتوزيع منشورات لوسائل الإعلام الخارجية فقط خاصة المتواجدة بالقرب من الأحداث بوجود أعمال نهب وسلب وتكسير لممتلكات عمومية وخاصة، على أن يتم ذلك تزامنا مع خطة انتشار ''البلطجية'' لنشر حالة من الهلع والرعب لدى الرأي العام، ثم نشر نداءات استغاثة من مواطنين للجيش والشرطة لحمايتهم. نشر إشاعات عن هروب نزلاء السجون وجاء في البند 14 من المخطط، تعليمات بإصدار تلميحات مباشرة وغير مباشرة بتشكيل لجان حماية شعبية داخل الأحياء، بهدف توجيه المتظاهرين نحو حماية ممتلكاتهم بدلا من التظاهر دون استعمال القوة معهم. فيما نص البندان 15 و16 على نشر اشاعات عبر جميع وسائل الإعلام الخارجي فقط ليتم تصحيحها من قبل الإعلام المصري لكسب الثقة من قبل الجميع وصرف الأنظار عن قنوات الإعلام الأجنبي. ووجّه مسؤولو وزارة الداخلية أوامر بنشر إشاعات عبر جميع وسائل الإعلام المحلي والخارجي عن وجود فوضي عارمة وهروب مساجين وتحديد أعداد وهمية كبيرة منهم والزعم بمشاهدتهم داخل أحياء سكنية، قبل أن يتم من خلال البند 17 توجيه نداءات استغاثة عبر وسائل الإعلام لتشكيل لجان شعبية لحماية الأحياء.وحمل البندان الأخيران من الوثائق تعليمات بالقيام باتصالات مكثفة بجميع وسائل الإعلام للتعبير عن تسجيل تحسن في الوضع الأمني عقب عودة عناصر الشرطة إلى مواقعهم، كما نصت أيضا على تنظيم مسيرات ورفع شعارات فيما بعد تظهر تلاحم المصريين برموز النظام الحاكم وتزكيتهم لحسني مبارك. فيما شلّ إضراب عام كافة مناطق مصر مسيرات مليونية لإجبار مبارك على التخلي عن الحكم السلطات المصرية تشل حركة النقل بالسكك الحديدية لإحباط المسيرات شنّ المحتجون المصريون، إضرابا عاما مفتوحا أمس، كما دعوا إلى تنظيم مسيرة مليونية اليوم في العاصمة القاهرة، لإجبار حسني مبارك على التنحي من الحكم. وعلى الفور سارعت السلطات المصرية إلى اتخاذ إجراءات من شأنها عرقلة ومنع المسيرات بشكل أو بآخر، حيث أعلنت أمس عن شل حركة كافة خطوط النقل عبر السكك الحديدية لإشعار غير معلوم، قبل أن يقرر المحتجون المصريون تنظيم احتجاجات ومسيرات مليونية في كافة مناطق البلاد، بعدما كانت المبادرة مقتصرة فقط على القاهرة. ففي الإسكندرية، دعا معارضون إلى تنظيم مسيرة مليونية في شوارع مدينة الإسكندرية اليوم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن منسقة حملة دعم البرادعي في الإسكندرية عبير يوسف، إن قوى وحركات المعارضة في الإسكندرية ''دعت إلى مسيرة مليونية في ميدان محطة مصر بالإسكندرية اليوم الثلاثاء، لتأكيد إصرارنا على إسقاط الرئيس حسني مبارك''. وأضافت ''ستبدأ المظاهرات قرابة الساعة الحادية عشرة وستجول الشوارع والأحياء ثم تتجمع في محطة مصر''.وتابعت المتحدثة ''كنا نريد المشاركة في تظاهرة ميدان التحرير المليونية ولكن إزاء توقف القطارات وعدم وجود وسائل مواصلات بديلة بسبب حظر التجول، قررنا البقاء في الإسكندرية وتنظيم مسيرة مليونية''. واستمرت أمس، أجواء الإحتجاج على نظام حسني مبارك ودعوته إلى الرحيل في كافة مناطق مصر، حيث احتشد في المساء وسط القاهرة مئات الآلاف في ميدان التحرير يهتفون بسقوط حسني مبارك، مبدين عدم اعترافهم بالحكومة الجديدة، فيما انضمت إلى الحركات الإحتجاجية مجموعة من مقاتلي حرب أكتوبر ورفعوا لافتات تطالب برحيل حسني مبارك. وفي دمنهور، شنّ أزيد من 52 ألف متظاهر اعتصاما مفتوحا في ميدان الساعة إلى غاية رحيل النظام. وفي كفر الشيخ، تقدّم الأئمة مظاهرة حاشدة طافت المدينة. أما في الإسكندرية، فقد سار محتجون في 4 مظاهرات حاشدة طافت المدينة يتقدمهم المحامون بالجبب السوداء يطالبون مبارك بالتنحي. وفي المنوفية، تظاهر أكثر من 40 ألف شخص ضد نظام حسني مبارك، أما في الإسماعيلية فقد أمّ علماء الأزهر المتظاهرين لإقامة صلاة الغائب على أرواح شهداء ''ثورة الغضب''. وفي السويس شارك أكثر من 30 ألف متظاهر في اعتصام وأعلنوا المبيت في ميدان الأربعين بعد مظاهرات حاشدة طوال اليوم، ضمّت عشرات الآلاف من المتظاهرين. وفي القاهرة، انضم قساوسة ورهبان من الأقباط إلى المحتجين في ميدان التحرير وهتفوا مرتدين زيّهم الرسمي مع الجماهير ''يسقط يسقط حسني مبارك''، وجاء هذا على عكس ما دعا إليه زعيم الأقباط في مصر ''البابا شنودة'' بدعم مبارك والتضامن معه. وتميّزت مظاهرات القاهرة أمس، بارتداء مئات المحتجين الأكفان. وفي مترو القاهرة، قام محتجون بمحو اسم ميترو مبارك، من لافتة المنشأة وكتبوا بدلها عبارة ''ميترو الشهداء''. لواء في المخابرات المصرية يكشف رفض الجيش لمبارك نقل الموقع الإلكتروني لجماعة ''الإخوان المسلمون'' في مصر عن جنرال سابق في جهاز المخابرات المصرية، تأكيده أن الجيش المصري يرفض استمرار نظام حكم مبارك. وأوضح الموقع نقلا عن الضابط السامي السابق في المخابرات، والذي قال إنه برتبة لواء بدون ذكر اسمه، أن الجيش المصري لا يدعم استمرار الفساد ويرفض وجود مبارك.