برمج قاضي التحقيق الغرفة التاسعة بالقطب الجزائي المتخصص مواجهة بين المدير السابق لقسم البرنامج الجديد بالوكالة الوطنية للطرق السيّارة، الخاص بمشروع الطريق السيّار شرق-غرب ''خلادي محمد''، و''شاني مجدوب'' صاحب مؤسسة أوريفلام وإطار ببنك المجمع الصيني الفائز بصفقة إنجاز المشروع، وذلك خلال الأسبوع الجاري، نظرا للتصريحات التي أدلى بها كل منها بشأن الدور الذي لعبه الآخر في تقديم تسهيلات إدارية غير مستحقة للمجمع الصيني. وعلمت ''النهار'' من مصادر على صلة بالملف، أن قاضي التحقيق قرر إعداد محضر مواجهة لتصريحات كل من المتهمين، خاصة بالنظر إلى التصريحات المتناقضة التي أدلى بها كل منهما ضد الآخر، حيث قال من جهته مدير قسم البرنامج الجديد ''خ. م'' أن ''ش. م'' طلب منه التجاوز عن قضية مخالفة المواد التي يستعملها المجمع الصيني في إنجاز الطريق السيار للمعايير الدولية المتفق عليها، خاصة وأن هذه المواد سعرها الحقيقي أقل بكثير من المواد المتفق عليها في العقد. وصرح أيضا ''خ. م'' خلال مراحل التحقيق معه أن الإطار الجزائري ببنك المجمع الصيني ''ش. م''، أخبره بأن هذا الأخير وضع صندوقا أسود مخصصا للرشاوى التي قد يتطلبها إنجاز هذا المشروع من أجل تمويل أي تجاوز أو تسهيل يدخل في إطار التلاعبات الناتجة عن الأخطاء المتعمدة في إنجاز هذا المشروع، وأشار أيضا إلى أن هذه الأموال مخصصة لكل من يتدخل لحل أي مشكلة قد تواجه المجمع من المسؤولين الجزائريين والأجانب. وأضاف أنه كانت لهذا الشخص الذي وصفه بعميل المجمع الصيني على حساب مصالح الدولة الجزائرية، علاقات وطيدة مع الأمين العام لوزارة الأشغال العمومية ''ب. م''، مؤكدا أن مدير البرنامج الجديد بالوكالة الوطنية للطرق السيارة أنه تلقى ضغوطات من قبل هذا الأخير من أجل التنازل للمجمع الصيني عن عدم تطبيق المعايير التقنية المتفق عليها لإنجاز المشروع، فضلا عن تطرقه لقضية تخصيص نسبة 20 من المائة من صفقة المشروع لبعض المسؤولين. ومن جهته، أكد شاني مجدوب علاقته بالمدير السابق للبرنامج الجديد بالوكالة الوطنية للطرق السيارة، خلال تصريحاته التي أدلى بها في المراحل الإبتدائية للتحقيق، مشيرا إلى منحه عدة هدايا لهذا الأخير، وزيارته ببيته العائلي عدة مرات، فضلا عن تدخله لدى الأمين العام لوزارة الأشغال العمومية من أجل التكفل ببعض المشاكل الإدارية التي كان يعاني منها المجمع الصيني، مضيفا أنه تمكن من بلوغ منزلة كبيرة لدى مسؤولي المجمع الصيني بفضل العلاقة التي كانت تربطه بالأمين العام ومدير البرنامج. وقال المتهم أنه استفاد من مبالغ ضخمة منحه إياها المجمع الصيني صاحب صفقة إنجاز الطريق السيار شرق غرب، والمتمثلة في 10 ملايير سنتيم بالعملة الوطنية و30 مليون دولار، بفضل مساهماته في تذليل العقبات التي كانت تواجه هذا المجمع. ومن المنتظر أن يواجه قاضي التحقيق المتهمين بتصريحات بعضهما البعض خلال محاضر استجوابهما في الحضور الأول وفي الموضوع، حيث توجد عدة تناقضات نظرا إلى تهرب أحدهما عن التصريح بالوقائع الحقيقية، خاصة بعد نفي مدير البرنامج معرفته ل''ش. م''، وإصرار الأخير على أنه تربطهما علاقة متينة.