شهدت المدن الإسرائيلية أضخم مظاهرة في تاريخها، حيث انطلقت مسيرات احتجاجية ضخمة، وحمل المتظاهرون لافتات مكتوب عليها شعارات ''الشعب يريد إسقاط النظام'' و''الحكومة تركت الشعب'' و''هنا مصر'' في إشارة إلى الثورة المصرية وذلك في الشوارع الرئيسية والمجمع الحكومي بتل أبيب والمدن الإسرائيلية الكبرى، وكذلك في معظم الميادين العامة. وأشارت تقديرات الشرطة الإسرائيلية، حسبما نقلته وكالات الأنباء العالمية، إلى أن عدد المشاركين في هذه الإحتجاجات وصلت إلى ما لا يقل عن 250 ألف شخص، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن عدد المشاركين في هذه الإحتجاجات يصل إلى نصف مليون شخص على الأقل. وشهدت مدينة تل أبيب، أمس، أكبر هذه المظاهرات عددا، حيث شارك فيها نحو 300 ألف شخص، وتخللت هذه الحركة كلمات لخطباء منهم رئيس اتحاد الطلبة الجامعيين إيتسيك شمولي والكاتب والصحفي عودة بشارات، كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها ''هنا مصر'' في إشارة إلى الربيع العربي وتحديدا إلى ثورة المصريين التي نجحت في إسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. كما عرفت، مدينة القدس مظاهرة ضمّت نحو 20 ألف شخص قبالة منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما امتدت الحركات الإحتجاجية لتصل إلى شمال إسرائيل في كريات شمونة وطمرة ونهاريا. وردد عدد من المتظاهرين في مكبرات صوت عبارة ''الشعب يريد عدالة اجتماعية''. وتعتبر هذه المظاهرات الأضخم في تاريخ الإحتجاجات الإجتماعية في إسرائيل، كما تعد اختبارا لقدرة الحركة الإحتجاجية على الإستمرار بعد أن بدأت في منتصف تموز على خلفية ارتفاع تكاليف السكن. ويطالب المحتجّون بمجموعة من الإجراءات من بينها بناء مساكن تخصص للإيجار الرخيص ورفع الحد الأدنى للأجور وفرض ضرائب على الشقق غير المأهولة وضمان مجانية التعليم لكافة الأعمار. وعلى صعيد آخر، دعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية الحركة الإحتجاجية، حيث أطلق المعلقون انتقادات حادة لنتنياهو لقراره إحالة مطالب المحتجّين إلى لجنة والمضي قدما، رغم الإحتجاجات في قانون السكن المثير للجدل. ومن جهة أخرى، اتهمت الحكومة الإسرائيلية اليسار المتطرّف وجهات أخرى داعمة للإرهاب بالوقوف وراء هذه الحشود الغاضبة ضد نتنياهو، خاصة وأن معظم المتظاهرين من الشباب اجتمعوا من خلال موقع التواصل الإجتماعي الفايس بوك، وقرروا المطالبة بتنحي رئيس الوزراء الحالي، مرددين عبارات ''الشعب يريد إسقاط نتنياهو''، ''الشعب يريد العدالة الإجتماعية'' وكذا ''نتنياهو إلى البيت''.