استأنفت أمس محكمة جنايات القاهرة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، على مستوى أكاديمية الشرطة في مصر، والتي يواجه فيها الرئيس السابق عقوبة الإعدام، في حال إدانته بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين في الثورة التي استمرت 18 يوما، وأدت إلى تنحيه عن السلطة، إلى جانب تهم استغلال النفوذ والفساد المالي. وكان مبارك قد تم نقله على متن مروحية من المركز الطبي العالمي، وهو مستشفى تابع للقوات المسلحة في شرق القاهرة، إلى أكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرةالجديدة الواقعة بشرق العاصمة المصرية كذلك، ثم تم نقله بسيارة إسعاف إلى القاعة التي تنعقد بها المحكمة. لم تختلف صور المحاكمة عن الجلسة الأولى، باستثناء عدم ظهور وزير الداخلية حبيب العدلي ورفقائه الستة، كما أن الفوضى لم تغب وقد انقسمت مهام القاضي بين تسيير الجلسة وإرساء النّظام الذي تسبب فيه كل من المحامين والشرطة ''دبزة'' بين أصحاب الجبة السوداء ظهرت خلال الجلسة سلوكات من بعض الأطراف وممثلي القانون، أين تشابك المحامون بالأيادي ودخلوا في مناوشات، كادت أن تتحول إلى معركة داخل قاعة الجلسات ويرجع تأخر انطلاق الجلسة بسبب خلافات بين محامي الضحايا حول أولوية الجلوس في الصفوف الأولى ليقوم على إثرها القاضي عقب بدء الجلسة، بالتنبيه عليهم للجلوس في أماكنهم، لتمكين المحكمة من متابعة الجلسة على أن يتم استدعاء كل محام بمفرده للحديث أمام هيئة المحكمة. محامي المتهمين الثلاثة يطالب بفصل قضيتي قتل الثوار وتصدير الغاز لإسرائيل في بداية الجلسة؛ سأل القاضي المتهمين الثلاثة الذين ردوا مؤكدين حضورهم للجلسة، ثم بعد ذلك تحدث سامي عاشور نقيب المحامين السابق أحد أعضاء هيئة المحامين الموحدة عن أسر الضحايا، وطالب بفصل تهمتي قتل الثوار عن قضية أخرى تتعلق بتصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل، والذي يقول الإدعاء أنّه تم بالمخالفة للقوانين وبما يضر بالمال العام للدولة. وقال القاضي إن ما حدث خلال الجلسة الأولى، حال دون استمرار المحكمة في جلسات يومية متعاقبة مؤكدا أنّ ذلك ''أمر لا يجوز ولا يقبل''، وذلك في إشارة إلى عدم التنظيم من جانب محامي أسر الضحايا. وطالب فريد ديب محامي المتهمين الثلاثة، تأجيل نظر الدعوى لتمكينه من الإطلاع على بعض المستندات التي طلب الحصول عليها من المحكمة، ثم قام القاضي أحمد رفعت بمطالبة المحامين عن أسر الضحايا، بتقديم مطالب محددة لهيئة المحكمة، ثم أعلن رفع الجلسة للمداولة. بعد السرير ''خدع'' مبارك في ثاني جلسات محاكمته ''بالبيجامة'' ويكمل نومه في قفص الاتهام اتسمت المحاكمة بدخول مبارك إلى قفص الاتهام على سرير طبي، يرتدي لباس النوم''بيجامة زرقاء، فيما دخل معه نجلاه علاء وجمال يرتديان الزي الأبيض للسجن، نظرا لأنهما يقضيان عقوبة السجن الاحتياطي في الاتهامات الموجهة لهما، وكما لاحظ الجميع أن مبارك ظهر نائما في معظم الوقت، كما أنه تعمد النوم كلما لمح عدسات الكاميرا تتوجه صوبه، ويبدو أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لم يتوان عن استغلال محاكمته لكسب التعاطف معه من ناحية وإثارة المزيد من الانقسام بين مؤيديه ومعارضيه من ناحية أخرى. ففي أولى جلسات محاكمته في 3 أوت، بدا مبارك وكأنه تعمد الظهور على سرير العلاج، لكسب تعاطف المصريين، رغم أنّ الأطباء أكدوا حينها استقرار حالته الصحية، بما يسمح بظهوره في قفص الاتهام وهو جالس على كرسي. كما ظهر نجلاه جمال وعلاء أيضا في قفص الاتهام وهما يحملان المصاحف، ما اعتبره البعض محاولة أخرى لاستدرار التعاطف الشعبي. اشتباكات في الشوارع بين مؤيدي ومعارضي مبارك وقبيل وصول مبارك ونجليه وقعت بعض الاشتباكات أمام المحكمة بين عشرات من مؤيدي مبارك وأسر الضحايا التي تابعت وقائع المحاكمة على شاشة كبيرة مثبتة عند باب أكاديمية الشرطة، كما تم تسجيل عدة الإصابات نتيجة الرشق المتبادل بالحجارة، إلى جانب الضرب العشوائي الذي لم يستثن لا فئة النساء ولا المتقدمين في السن. القاضي يقرّرالمحاكمة تؤجل إلى الخامس من سبتمبر وقطع البث التلفزيوني في خرجة غير متوقعة وبعد المداولة التي استمرت لأكثر من ساعة، استأنف قاضي الجلسة المحاكمة بمجموعة من القرارات التي لقيت استحسان البعض، فيما أثارت حفيظة البعض الآخر، والتي تمثلت في ضم قضيتي العدلي ومبارك في قضية واحدة، مع عدم بث أجواء محاكمة الرئيس المصري المخلوع مع تحديد جلسة الخامس من سبتمبر المقبل، كتاريخ جديد لاستئناف جلسة المحاكمة.