بدأت ملامح هزيمة مدوية لثوار ليبيا، تتجلّى بعد تتالي سلسلة الخسائر غير المعلنة منذ أكثر من أسبوع وعجز قوات المجلس الإنتقالي عن دخول مدينتي سرت وبني وليد آخر معاقل قوات القذافي وفرض السيطرة عليها. وكانت أولى مؤشرات الإنتكاسة العسكرية لقوات المجلس الإنتقالي الليبي، قد بدأت منذ أسبوع كامل، عندما منيت عملية اقتحام مدينة بني وليد بفشل ذريع، تكبّد فيها ثوار ليبيا ما لا يقل عن 500 قتيل وأكثر من ألفي جريح، قبل أن تنتقل أنظار قادة ليبيا الجدد إلى مدينة سرت، لعلها تكون أقل عصية من بني وليد في الصمود والمقاومة، لكن سرعان ما تكررت نفس الهزيمة رغم التعتيم ومحاولات التضليل والدعاية الإعلامية لرفع المعنويات. وفي هذا الإطار، أعلنت كتائب القذافي، أمس، عن أسر 16 جنديا يشكلون عناصر فرقة خاصة محمولة جوا، خلال عملية إنزال عسكري بضواحي مدينة سرت، مسقط رأس القذافي ومعقل قواته. وأورد موقع ''سيفن داي'' الإلكتروني المقرب من كتائب القذافي، أن هذه الأخيرة تمكنت في عملية نوعية ناجحة من القبض على 16 جنديا من قوات البحرية الملكية البريطانية، عندما حاولوا التسلّل بعد إنزالهم من الجوّ داخل مدينة سرت العصية على السقوط. وأوضح نفس المصدر أن طائرة لقوات ''الناتو'' قامت بإنزال عناصر الفرقة المحمولة جوا، في محاولة تهدف لاستهداف أحد رموز قادة كتائب القذافي أو أحد أبنائه، بحثا عن عملية نوعية تمكن من تدارك الخسائر وتسمح برفع معنويات ثوار المجلس الإنتقالي لإعطاء انطباع بتحقيق تقدم ميداني ملموس على أرض المعارك. وفي سرت دائما، قال الصحفي الأمريكي المتخصص في متابعة وضع الشأن الليبي، كريستوف ليمان، في موقعه على شبكة الأنترنت، أن أكثر من 200 مقاتل من قوات الثوار قتلوا في لحظة واحدة بسبب تسرّع قادة المجلس الإنتقالي الليبي لتحقيق نصر معنوي ولو لدقيقة واحدة، ليضيف الصحفي الأمريكي أن محمود جبريل رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، كان سببا في مقتل أكثر من 200 مقاتل من الثوار بعد أمرهم باقتحام مبنيي الجامعة ومطار سرت، لتحقيق هدف واحد وهو إعلان السيطرة على وسط المدينة عبر قناة ''الجزيرة''، حتى ولو كانت تلك السيطرة لدقيقة واحدة فقط. وكشف الصحفي الأمريكي عن حجم المأزق الذي يوجد فيه قادة المجلس الإنتقالي، خصوصا بعد مضي أكثر من عشرة أيام على محاصرة مدينتي سرت وبني وليد، دون تحقيق تقدم يذكر، مقابل تنامي الإختلافات والإنشقاق وسط الثوار بسبب الخلاف حول كيفية تقاسم كعكة ما بعد انهيار نظام القذافي. وفي عملية أخرى، قتل قائد عسكري ميداني بارز في صفوف الثوار، عندما كان رفقة عدد من عناصره يحاولون التسلل داخل مدينة سرت عبر البحر. هذا الإعلان جاء هذه المرة على لسان صحيفة ''قورينا الجديدة'' المقربة من المجلس الإنتقالي، حيث كشفت أن ضابطا سام برتبة مقدم يشرف على وحدة خاصة من ''الضفادع البشرية''، قتل خلال محاولته التسلل عبر البحر داخل مدينة سرت، قبل أن يتم قنصه من طرف عناصر تابعين لكتائب القذافي. وعلى جهة أخرى، قالت كتائب القذافي أنها تمكنت مجددا من السيطرة على مدينة بن جواد، مضيفة أن الأعلام الخضراء التي ترمز إلى نظام القذافي رفرفت مجددا فوق مباني المدينة وفي شوارعها، فيما قامت قوات تابعة للثوار بقصفها من مواقع قريبة. أمين عقال التوارڤ: 2500 ترڤي من ليبيا دخلوا الجزائر كشف أمين عقال التوارڤ بمنطقة التاسيلي، إبراهيم غومة، أن قبائل التوارڤ الجزائرية استقبلت أزيد من 2500 تارڤي ليبي؛ المئات منهم جرحى في حالة خطيرة يخضعون للعلاج بمستشفيات جانت وإن أمناس وإيليزي والدبداب. وأبرز أمين عقال توارڤ الطاسيلي وهو عضو بمجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، أن استقبال قبائل الطاسيلي ل2500 تارڤي ليبي كان لدواع إنسانية وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، مضيفا أن هذه القبائل نجت بأعجوبة من موت حقيقي على أيدي مسلحين ليبيين؛ أسموا نفسهم بثوار ليبيا العظيمة، ما جعل الكثير منهم يستنجدون بأقاربهم من قبائل التوارڤ بالجزائر، مضيفا أن الكثير منهم وصلوا إلى الحدود الجزائرية في حالة يرثى لها، حيث تم تحويل المئات منهم إلى المؤسسات الإستشفائية بالولاية ومنهم من يقبع بها إلى اليوم. وأشاد المتحدث بالدور الذي تقوم به وحدات الأمن المشتركة على النقاط الحدودية بين الجزائر وليبيا، لاسيما في ظل التدهور الأمني بليبيا وتسرّب كميات من أسلحة المخازن العسكرية لنظام العقيد معمر القذافي. جدير بالذكر أن العديد من منظمات حقوق الإنسان حذرت من تعرّض أكثر من 200 ألف من سكان الجنوب الغربي، وأغلبهم من التوارڤ، للإنتقام وتصفية الحساب، بعد سيطرة المجلس الإنتقالي على المسرح الليبي.