كشف العالم المتخصص في الفلك والجيوفيزياء والزلازل، لوط بوناطيرو، بأن الهزّات الأرضية التي شهدتها الجزائر خلال شهر جويلية الجاري، غير مقلقة وهو نشاط أرضي خفيف. وقال بوناطيرو في اتصال مع "النهار أونلاين" اليوم، إن الأرض كانت في حالة سبات نسبي عبر العالم وليس في الجزائر فقط، فمنذ فترة زمنية معتبرة لم نسمع أو نرى زلازل كبيرة مدمّرة. وأشار إلى أن الهزّات الثمانية التي شهدتها الجزائر من يوم 4 إلى 17 جويلية الجاري، والتي مسّت ولايات باتنة، مستغانم، الجزائر، بجاية وميلة، تراوحت شدّتها بين 3.0 و4.5 درجة على سلم "ريشتر". مطمئنا بأن هذه الهزّات طفيفة وغير مقلقلة تماما، ولا يتعدى شبه انتعاش للنشاط الزلزالي المحلي المتزامن مع شبه انتعاش زلزالي في العالم، لكنه لا يزال في بدايته وليس خطيرا. وفي سؤال عن ارتباط عامل الحرارة بتصدع القشرة الأرضية، قال بوناطيرو إن سخونة القشرة الأرضية يجعلها تتصدع وتزداد معها حركة الصفائح التكتونية، مما يولّد النشاط الزلزالي. وعن الولايات التي تعرف أكثر نشاط للصفائح التكتونية التي تتشكل عنها الزلازل، أوضح بوناطيرو بأن الجزائر ليس لها صفائح خاصة بها، فالصفائح التكتونية كبيرة وقارية. موضحا في هذا السياق بأن الجزائر تقع على صفائح قارة إفريقيا كاملة والتي تصطدم بالصفائح التكتونية الأوروبية وسط البحر الأبيض المتوسط، وهو خط زلزالي يبدأ من "جبل طارق" إلى غاية فلسطين وسوريا، تلتقي فيه الصفائح التكتونية. مشيرا إلى أن هذا الخط الزلزالي فيه اصطدام بين قارتين هما إفريقيا والأوروآسيوية، وهناك يتكوّن الضغط بالتقلص أو التمدد، وهو ما يجعل كل مناطق البحر الأبيض المتوسط وخاصة شمال الجزائر ووسطها تعرف هزّات أرضية. وقال بوناطيرو إن الولاياتالجزائرية المعروفة بكثرة التشققات والتصدعات، هي الشلفوالجزائر والمدية وبومرداس وبجايةوباتنة وسطيف وميلة وجهة المحمدية، وهي تصدعات تولّد الطاقات المتخزّنة. موضحا بأن الزلازل لا تمسّ الصحراء الجزائرية، لأن ضغط الصفائح التكتونية بمثيلتها في الأوروبية ينعكس على الجبال الشاطئية الأولى للجزائر وكل المناطق الشاطئية للوطن.