فيدرالية المستهلكين: ''التجار يسوّقون سلعا فاسدة لتحقيق ربح أكبر على حساب الصحة العمومية'' استقبلت أول أمس المصالح الإستشفائية بالمستشفى الجامعي نفيسة حمود بحسين داي، 30 تلميذا ظهرت عليهم أعراض التسمم الغذائي، بعد استهلاكهم لعبوات مشروبات غازية منتهية الصلاحية. وحسب محاضر مكتب القبول بالمستشفى، فإن التلاميذ يتمدرسون في مدرسة محمد وغنوش الإبتدائية، بتقصراين بالعاصمة، استهلكوا في وجبة الغذاء؛ البيض المسلوق وعبوات مشروبات غازية منتهية الصلاحية كانت تسوّق ب10 دنانير، إلا أنه بعد ساعات قليلة، ظهرت على التلاميذ علامات التسمم، حيث أصيب بعضهم بإسهال حاد، استلزم إجلاء كافة التلاميذ المقدر عددهم بثلاثين إلى مصلحة استعجالات الأطفال بمستشفى نفيسة حمود الجامعي، حيث تم تقديم العلاج الضروري لهم. وفي هذا الشأن، أوضح زكي حريز، رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، في اتصال مع ''النهار''، أن العديد من التجار يعمدون إلى تسويق مواد غذائية مكدّسة في المخازن، لتحقيق أكبر قدر من الربح حتى ولو كان على حساب الصحة العمومية، مشيرا في ذات الصدد، أن أغلبهم لا يقومون بالمراقبة الدورية لتواريخ انتهاء صلاحية المواد التي يبيعونها، وأضاف حريز، أن مشتقات الحليب، تعدّ من المواد الأكثر رواجا في الأسواق التي تغري المستهلك بالنظر إلى تدني أسعارها، مشيرا إلى أنه في ظل غياب ثقافة استهلاكية، فإن الجزائريين يتناولون أي مادة تعرض عليهم، بالنظر إلى رخص ثمنها. من جهته، أفاد الإتحاد العام للتجار الجزائريين والحرفيين على لسان ناطقها الحاج طاهر بولنوار، أن المستوردين يحاولون التخلص من سلعهم التي تشرف مدة صلاحيتها على الإنتهاء أو تلك الفاسدة بأقل الأثمان، بحيث يتم بيعها بدون فواتير، مستغلين الباعة الفوضويين وحتى بعض المحلات والمساحات التجارية المتواطئة معهم لتمرير المنتوجات وبيعها على أساس أنها عروضا خاصة ومغرية لا يجب تفويتها، وغالبا ما يتم استغلال الأسواق الموازية لتسويق كمّ هائل من هذه السلع المضرّة بصحة المواطنين، لكن المستوردين في هذه الحالات يتجنبون التجار الشرعيين لبيع سلعهم المكدسة بالمخازن والمعرضة للتلف مستغلين أطرافا موازية، ومن ثمة خلق منافسة غير شريفة ومضاربة في الأسعار، علما أن السلع المنتهية الصلاحية تباع بربع أسعارها الحقيقية في الأسواق الموازية.