أعلن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي المغتال امعمر القذافي، مساء أمس، أنه بخير، واضعا حدا للأنباء التي راجت حول مقتله أو أسره من طرف قوات المجلس الانتقالي المدعومة من طرف حلف الناتو. وقال سيف الإسلام، في تسجيل صوتي حديث بثته أمس قناة الرأي الموالية لنظام القذافي المنهار، مخاطبا أنصار نظام والده، ''نحن مستمرون في المقاومة''، في رسالة واضحة المعاني والدلالات، لخّصها في أن آخر أبناء القذافي الموجودين بليبيا والمتواجدين على قيد الحياة لايزال حرا طليقا، وعازم على المقاومة إلى النهاية. كما ردد سيف الإسلام مقولة والده الشهيرة، خلال مخاطبته قوات المجلس الانتقالي الليبي وحلف ''الناتو''، حيث قال: ''طز فيكم يا جرذان ويا ناتو''. ولم تستمر الرسالة الصوتية لسيف الإسلام سوى ثواني معدودة، ما دل على أنها كانت مباشرة وغير مسجلة، وأن نجل القذافي مايزال داخل الأراضي الليبية، وأنه خشية رصد المكالمة عجّل إنهاءها. وكانت مواقع إخبارية موالية لنظام القذافي قد أعلنت في وقت سابق من يوم أمس، قبيل مكالمة سيف الإسلام، عن تولي الأخير منصب القائد العام للمقاومة مع منحه لقب ''حامل الدم''، في إشارة إلى واجب الثأر القبلي المعروف لدى قبائل ليبيا. ودل اللقب على أن سيف الإسلام قد أنيط بمسؤولياته الجديدة من طرف قبائل وعشائر في ليبيا، وعلى أن النزاع المسلح في ليبيا سيأخذ طابعا قبليا وليس طابعا سياسيا، مثلما كان في السابق، عندما كان هدف نظام القذافي هو البقاء في السلطة فيما كان هدف الثوار إسقاطه. كما أعلنت نفس المصادر عن قيام سيف الإسلام بتعيين قائد جهاز المخابرات في نظام والده في منصب وزير للدفاع، بعد مقتل وزير الدفاع السابق أبو بكر يونس، إلى جانب تسمية عدد من الكتائب الأمنية المتبقية من الموالين لنظام القذافي بأسماء هذا الأخير ونجله المعتصم ووزير دفاعه المغتال. قتلة العقيد الليبي يرفضون تشريح جثته ويستمرّون في عرضها على العامّة الثوار يبترون يدي وأرجل ابن القذافي ويحرقون جثته قال موالون للعقيد الليبي المغتال، معمر القذافي، أن جثة نجله المعتصم الذي قتل بعد القبض عليه حيّا، قد تعرّضت للتنكيل، حيث قطعت أطراف يديه وجرى حرق جثته، من طرف ثوار مصراتة، الذين ما يزالون يحتفظون بجثته وجثة والده ويرفضون تسليمها لتشريحها. وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قادة عسكريين في كتائب مصراتة المعروفة بكرهها الشديد للقذافي وأبنائه ومعاداتها لقبيلة القذاذفة وورفلة، قولهم إنهم لن يسمحوا بتشريح جثة القذافي، رغم الملابسات التي ما تزال تحيط بكيفية مقتله وظروف ذلك. وقال الناطق باسم المجلس العسكري بمصراتة ''لن يكون هناك تشريح اليوم أو أي يوم، فلن يشرّح أحد جثته''. وقد وضعت جثة القذافي في غرفة تجميد خاصة باللحوم في سوق الخضروات في مصراتة وليس في ثلاجة مستشفى. وقد ظلت جثة امعمر القذافي، طيلة أمس، معروضة أمام العامة في مدينة مصراتة للشماتة فيها والتصوير إلى جانبها، لليوم الثاني على التوالي، فيما لم تعرض أمس جثة ابنه المعتصم بالله، في مؤشر على صحة الأنباء بتعرّضها لتنكيل شديد. كما يطرح عدم دفن جثمان القذافي، أمس، مثلما وعد به مسؤولون في المجلس الإنتقالي أول أمس، عندما قالوا إن الجثة ستدفن في مكان وموعد غير معلوم محددين الفترة بأربع وعشرين ساعة. عدة تساؤلات حول مدى تحكم المجلس الإنتقالي في عناصره المسلحة ومدى استعدادهم لتطبيق القوانين والأعراف، خصوصا وأن عرض الجثة لساعات طوال من شأنه أن يعرّضها للتعفن. تجدر الإشارة إلى أنه سبق لثوار من مصراتة أن اقترحوا حرق الجثة أو رميها في البحر أسوة بما فعله الأمريكان عندما رموا جثة أسامة بن لادن، الأمير السابق لتنظيم القاعدة في البحر.