سيف الإسلام يدعو إلى الثأر لأبيه وسط ذهول عالمي من الطريقة التي قتل بها العقيد القذافي وترك جثته للعرض خمسة أيام كاملة، سارع مسؤولو المجلس العسكري في مصراتة، التابع للمجلس الانتقالي الليبي، إلى دفن جثة العقيد ونجله ووزير دفاعه مع أولى خيوط الفجر لنهار أمس الثلاثاء. قبل أيام من انتهاء مهلة حلف الناتو، طلب وزير النفط والمال، علي الترهوني، في المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، أمس باسم السلطات الليبية الجديدة من حلف الناتو في ليبيا تمديد مهلته شهرًا على الأقل. يحدث هذا في وقت وجه سيف الإسلام القذافي رسالة قوية، نشرها موقع سيفن دايز نيوز، ومل تسن ل''الخبر'' التأكد من صدقيتها، دعا سيف الإسلام القذافي للانتقام لمقتل والده وأخيه، وقال سيف الإسلام ''أنا ابن أبي.. وأنا شقيق المعتصم.. وأنا ابن ليبيا.. أنا واحد من آلاف من الناس الذين ورثوا الجرح والثأر، ولن نحترم دماء ضحايا ليبيا إذا لم نلاحق قتلتهم في كل مكان حتى تضيق عليهم الأرض''. وأضاف بقوله ''لن أقبل عزاء في والدي ولا في إخوتي حتى أنهي مهمتي وأنجز واجبي ولو بعد خمسين سنة، سأحرقهم حتى تبتسم الوالدة، الحاجة صفية وترضى.. وحتى تزغرد عائشة ويفرح قلبها.. وحتى يرجع الفرح إلى كل قلب زرعوا فيه الحزن في ليبيا''. وكشف سيف الإسلام أنه اقترح على والده القذافي نسف مطار طرابلس فرفض، مشيرا إلى أنه يحول نهار الثوار إلى ليل سواء بقى حلف الناتو أو خرج من ليبيا. وفي التفاصيل، وبحسب حراس كانوا يتولون الحراسة في سوق مصراتة حيث كانت الجثامين الثلاثة معروضة، فإن موكبا من أربع أو خمس سيارات عسكرية نقل الجثامين في وقت متأخر من ليلة الاثنين إلى مكان مجهول. صلاة الغائب قبل دفن الجثامين وأوضح المسؤول في المجلس العسكري أن ثلاثة رجال دين من أنصار القذافي أقاموا صلاة الغائب قبل دفن الجثامين. وصلى الشيخ خالد ننتوش الذي يوصف ب''شيخ القذافي'' على جثتي الزعيم الراحل وابنه، وكان قد ألقي القبض على ننتوش برفقة القذافي قبل نقلهم جميعا إلى مصراتة. وحضر أيضا الصلاة ابنا عم القذافي منصور ضو إبراهيم الذي كان زعيما للحرس الشعبي، وأحمد إبراهيم، واللذان اعتقلا مع القذافي بعد أن هاجمت ضربات جوية من حلف شمال الأطلسي موكبهم قرب سرت مسقط رأس القذافي عقب سقوطهم في أيدي المجلس الوطني الانتقالي. وأضاف مصدر وكالة الأنباء الفرنسية أن اثنين من أبناء وزير الدفاع السابق، وهما معتقلان، لكن أفرج عنهما بالمناسبة، حضرا مع والدهما الدفن. وسجل المتحدث قائلا ''رأيت رخصة الدفن التي ورد فيها إن القذافي أصيب برصاصتين في الرأس والصدر، وأن جسده يحمل آثار عمليات جراحية قديمة واحدة في قفاه واثنتين في بطنه وواحدة في ساقه اليسرى''. وفي سرت التي خربها الثوار عن آخرها بعيد سقوطها ومقتل القذافي، قتل أمس أكثر من 100 شخص نتيجة انفجار وقع في أحد خزانات الوقود في وقت كان عشرات المواطنين يتزاحمون لتعبئة سياراتهم بالوقود. ونقلت وكالة يونايتد برس أنترناشونال عن شهود عيان قولهم ''إن الانفجار ناجم عن احتكاك كهربائي في أحد المولدات التي كانت موضوعة بجانب الخزان ما تسبب بمقتل وجرح العشرات''. وفي سياق ذي صلة، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، أمس إن كميات كبيرة من الأسلحة بما في ذلك صواريخ أرض-جو، يمكن أن تستخدم لإسقاط طائرات ركاب لا تزال منتشرة دون حراسة في أنحاء ليبيا بعد أكثر من شهرين على الإطاحة بالقذافي. وقالت المنظمة إنها ''رصدت موقعين قرب سرت مسقط رأس القذافي، يحتويان على صواريخ أرض-جو، وقذائف مضادة للدبابات، وقذائف مورتر، وذخيرة، والآلاف من الأسلحة الجوية الموجهة وغير الموجهة''. ووصفت المنظمة الحقوقية مشاهد لمقاتلي المجلس الانتقالي وهم يستعدون لنقل أسلحة من بينها سبعة صواريخ أرض-جو طراز (اس.ايه-24)، وهي من أكثر الصواريخ الروسية تقدما إلى قاعدتهم في مصراتة. وفي أحد المواقع فقد نحو 28 صاروخا طراز (اس.ايه-24) إلى جانب بنادق آلية.