أسفرت المشادة بين شباب حي 2004 وحي السبايس والتي جرت أطوارها ليلة أمس، عن وقوع جرحى وهم في حالة حرجة، إضافة إلى سقوط قتيل وري التراب يوم أمس، وقد استعملت في هذه المناوشات الأسلحة البيضاء من سكاكين وسيوف، حيث أوضح شهود عيان أن الجريمة وقعت على خلفية اكتشاف الضحايا والبالغ عددهم 5 والذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و22 عاما، ترصد شباب سكّير من حي السبايس حيّهم المسمى حي 2004، بغرض الإعتداء والسرقة خصوصا على الجنس اللطيف، ما استوجب تدخّلهم لتقع الكارثة. تمت الجريمة في حدود التاسعة ليلا، حيث طعن الشباب السّكير والذين تمكنت ''النهار'' من الحصول على ألقابهم التي منحوها لأنفسهم على غرار ''موح الروجي'' و''فرماجة''، الشباب عدة طعنات على مستوى كافة أنحاء الجسم بلا استثناء، حيث تلقى أول ضحية طعنات على مستوى البطن والوجه ليشوّه على الآخر، بينما تلقى شباب آخرون طعنات متفرقة أسقطتهم أرضا، أما الضحية الخامس، فقد كان أقل حظ حيث طُعن بخنجر على مستوى البطن أدى إلى تمزق القولون. وقامت مصالح الحماية المدنية بنقل المصابين على جناح السرعة إلى استعجالات مستشفى زميرلي وهم في حالة حرجة، حيث أدخلوا إلى مصلحة الإنعاش، فيما بقي البعض طيلة الليل من بينهم الضحية عبد الرؤوف لينتقل إلى جوار ربه صبيحة أمس عند السابعة صباحا. وقد تنقلت ''النهار'' إلى أسرة الضحية ''قرين عبد الرؤوف'' من مواليد 1994، أين استقبلتنا والدته بدون موعد وسردت لنا سيرة ابنها البكر وسط تحسر لما آل إليه وهو في عمر الزهور، إذ عبرت عن تعجبها لما حدث لفلذة كبدها ومن دون أدنى سابق إنذار، حيث قالت إن ابنها معروف في الحي بسيرته الطيبة واحترامه للكبير قبل الصغير، كما أكدت على أنه بعيد كل البعد عن المشاكل التي تصادف المراهقين من مخدرات أو رفقة سوء، بدليل أنه سجّل منذ زمن غير بعيد بمعهد التكوين المهني قصد التكوين في مجال الميكانيك، وكانت تلك رغبته الشخصية، حيث فضّل التعلم على أن يتبناه الشارع، إلا أن شبابا غدروا به قبل أن ينعم بالحياة ويجسّد المستقبل الذي حلم به. وعن ليلة الأمس تضيف الأم أنها رأت ابنها لآخر مرة عند حدود الثامنة مساء، حيث دخل وأكل قطعة كعك، ليهمّ بالخروج مسرعا وهذا بعد أن كان أحد أصدقائه بانتظاره والتي يقبع في الوقت الحالي بالمستشفى، حيث سألته عن سبب عجلته فأخطرها أنه لن يبتعد عن الحي ولا شيء مهم على الإطلاق، إلا أنه وبعد فترة أي في حدود التاسعة ليلا قصد أصدقاءه من أبناء الحي، المنزل وأبلغوها أنه تعرّض للضرب على يد شابين من الحي المجاور المدعو بالسبايس واللذان كانا في حالة سكر جد متقدمة ويتعلق الأمر ب''فرماجة'' و''موح الروجي'' والذي يجرى البحث عليهما من قبل مصالح الامن التي فتحت تحقيقا بهذا الشأن، كما أوضحت أنها بقيت إلى جانب ابنها بالمستشفى إلى غاية أن وافته المنية بعد إجراء له عدة عمليات جراحية على مستوى القولون الذي تمزّق جراء طعنة السكين. الضحية أصرّ على شراء كبش العيد على غير عادته هذا ما كشفه خال الضحية الذي التقته ''النهار'' عند مدخل العمارة التي يقطن بها، حيث صرّح أن ابن أخته، قد خلّف ذكرى بريئة وتتعلق بإصراره الكبير لشراء كبش العيد، وكأنه أحس بقروب أجله، وأنه ''سيعيّد'' إلى جانب أمه وأختيه لآخر مرة. كما نوّه خال الضحية على أن هذا الأخير معروف في الحي عن طيبة قلبه وهذا بشهادة من يعرفونه، إلا أن أجله كان أسرع من أن يكبر ويحقق ما تمناه طيلة حياته.