السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: سيدتي نور أنا واحد من القراء الأوفياء لجريدة "النهار"، خطبت فتاة تصغرني بسنتين، وقد صارحتني بأنها كانت تمر بقصة حب لم توفق، ثم خُطبت لشاب آخر ولم تكتمل العلاقة، لأنها لم تشعر بالارتياح معه، المهم أنّنى خطبتها واستمرت العلاقة بيننا، لقد تعلقت بي كثيرا، فانجرفت وراء مشاعري وحدث بيننا ما حدث فقد أخطأت معها أكثر من مرة، وعندما اقترب موعد الزواج تملكني الشيطان بعد أن وسوس لي بأنها من الممكن أن تكون فعلت نفس الفعلة مع غيري، أنا اليوم أفكّر في تركها، أرجو المشورة فأنا أعانى كثيرا من التردد والحيرة، هل أكمل معها أم أتركها، بالرغم من حبها الشديد لي. هشام الرد: ليست المشكلة في أنّها فعلت ذلك مع أحد قبلك، لكن في أنك أنت من فعل معها ذلك، وتشك الآن فيها وترى منها ما لم تره من قبل، هي لم تخطيء بمفردها، فقد كنت الطرف الآخر الذي أخطأت معه. أنا لا أعفيها من الخطأ أو المسؤولية، فهي تتحمل معك الجزء الأكبر ممّا حدث، لأنها سمحت لنفسها أن تعصي الخالق من أجل مخلوق، وها هي الآن تدفع ثمن عصيانها للخالق، من أجل مخلوق لا يملك من أمرها شيئا، وتنازلت عن كرامتها وشرفها من أجل مغرور شكاك انعدمت مروءته ومات ضميره، أعتذر عن قسوتي عليك، لكن رسالتك تؤكد أنك لم تعترف لنفسك بأنك أخطأت أيضا. إنما كل ما يشغلك هو أنّك تشك فيها، لقد أخطأت وجاء وقت دفع الحساب كله دفعة واحدة، والمشكلة أنك تريد الآن أن تهرب من دفع فاتورة نزواتك واندفاعك، وتعجلك قطف الثمرة قبل أوانها، ألم تفكر في ذنبك، ألم تفكر فيما يمكن أن يحل بها، إن أنت تركتها هل هذه في نظرك هي المروءة والرجولة؟ أن تصطاد فريستك وتوقع بها ثم تتنكر لها وتهرب، فهل لو فعلت ذلك تكون قد كفرت عن خطيئتك؟ الحقيقة يا سيدي، أن من كسر شيئا عليه إصلاحه، فهل ترى أنّك لو تركتها، ستكون قد خلصت ضميرك وأرحت واسترحت، لتعيش الحياة كأن شيئا لم يكن، ألا ترى أنّ ذنبها سيلاحقك ما حييت. أنت مخطئ سيدي، وعليك تحمل مسؤولية خطأك فلا تتهرب منه، ولا تراوغ أو تختلق الأعذار الواهية والحجج الضعيفة، لأنّك إن سلمت منها، فلن تسلم من ملاحقة جريمتك لك، ولن يغفر لك الله ذنبك ما لم تتب إليه توبة نصوحا وتسامحك من أخطأت في حقها، رغم أنّي لا أبرر لها ما فعلت ولا أعفيها من مسؤوليتها الكاملة تجاه نفسها. فإن تنكرت لضحيتك وقد ذبحتها، فهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها، وتريد الآن أن تتركها للأهل والمجتمع ليستكملوا السلخ، اتقي الله فيها وفي نفسك، فإياك وغضب الجبار وانتقامه وإياك دعوة المظلوم، إذا أنقذ نفسك بالسير في الطريق الصحيح، وذلك بالزواج منها. ردت نور