التحكيم "ضرسة العقل" للنوادي دون أن تقتلع... والملاعب أشبه ب"المزارع" أسدل الستار أول أمس عن مرحلة الذهاب من الرابطة المحترفة الأولى والتي عرفت تتويج وفاق سطيف باللقب الشتوي بعد فوزه الثمين في آخر جولة بميدان الثامن ماي على حساب شريكه في الصدارة اتحاد العاصمة الذي فشل في تحقيق هذا المكسب بالرغم من أن هذا الأخير كان يكفيه التعادل في خرجته إلى مدينة الهضاب للفوز بنصف البطولة، إلا أن إرادة النسر الأسود تفوقت في الأخير على خبرة فريق الأحلام في حسم هذا الرهان، فيما خيبت فرق النصرية ومولودية وهران ومولودية سعيدة آمال جماهيرهم على ضوء النتائج الكارثية التي سجلتها خلال 15 مباراة، بدليل تواجدهم في المراكز الثلاثة الأخيرة وأضحوا من الفرق المهددة بمغادرة حظيرة الكبار، ما لم تراجع أوراقها وحساباتها خلال الشطر الثاني من الرابطة المحترفة التي لم تخل كالعادة من عدة مظاهر أساءت كثيرا للكرة الجزائرية والتي نبرزها خصوصا في تنامي ظاهرة العنف في الملاعب والإنتقادات والتهم التي تطال سلك التحكيم، إلى جانب هاجس سوء البرمجة وتدهور بعض ملاعب بعض النوادي المحترفة، وهي الأمور التي لم تغب أبدا عن بطولتنا على غرار ما عشناه في المواسم الفارطة بالرغم من دخولنا في الموسم الثاني من مشروع الإحتراف. الوفاق يعود بقوة ويحسم اللقب الشتوي... وملايير حداد تحصد الأحلام وبالرغم من أن كل المؤشرات قبل بداية الموسم كانت ترشح اتحاد العاصمة لبسط سيطرته على منافسة البطولة بالطول والعرض، على ضوء الإنتدابات الكبيرة وقيمة الصفقات التي قام بها المسؤول الأول عن إدارة النادي علي حداد، إلا أن هذا الطرح لم يتجسد على أرض الواقع رغم المستوى والأداء الذي أضحى يقدمه من جولة لأخرى حتى احتلاله الصدارة خلال الشطر الأول من البطولة، إلا أن ذلك لم يشفع له في تفادي الإنتقادات التي طالت فريق الأحلام الذي عجزعن تجاوز عقبة الوفاق العائد بقوة إلى الواجهة سيما بعد قدوم المدرب السويسري ألان غيغر، ويبدو أن سياسة التخلي عن النجوم التي جسّدتها إدارة الوفاق هذا الموسم أتت بثمارها بعدما خرج النادي الموسم الفارط خالي الوفاض أمام أرمادة من النجوم، وهو السيناريو الذي أرادوا تفاديه هذا الموسم الذي بدون شك سيقول فيه أبناء الهضاب كلمتهم في هذه البطولة التي غابت عنها الفرجة الكروية على غرار ما شهدناه في المواسم الفارطة. الحراش، الشلف، بلوزداد والقبائل يترقبون هلال اللقب والحمراوة والنصرية يدخلون في نفق مظلم وبالنظر إلى أن الفارق الضئيل الذي يفصل أصحاب المقدمة، فإن الأكيد أن الوفاق والإتحاد سيجدان منافسة شرسة من بعض الفرق المنافسة سيما من بلوزداد، الحراش، الشلف والقبائل الذين أكدوا خلال الشطر الأول من البطولة نواياهم في الذهاب بعيدا هذا الموسم ومزاحمة كتيبة حداد على اللقب، سيما بعد أن وقفوا عند مستوى هذا الأخير الذي لا يقلّون مستوى عنه، طالما أنه لم يؤكد ما كان منتظرا منه فضلا عن أنه تم قهره في أكثر من مناسبة. في المقابل وعلى صعيد نوادي المؤخرة، فيبدو أن النصرية سوف لم تفرح كثيرا ولن يدوم بقاؤها مطولا بعد عودتها إلى حظيرة الكبار طالما أن النتائج الكارثية التي سجلها أشبال المدرب حموش من شأنها أن تعجل في عودتهم من حيث أتوا، ولن يختلف حال النصرية عن مولودية وهران التي تعيش هي الأخرى أسوأ مواسمها وهي التي لم تخرج أبدا في كل موسم من دوامة المشاكل، وهو ما يجعلها من الفرق المهدد بمغادرة أندية النخبة. العنف يتزايد في ملاعبنا ويحصد أرواح المناصرين في عصر الإحتراف لم تخل كالعادة مباريات الرابطة المحترفة هذا الموسم من ظاهرة العنف التي اجتاحت كثيرا ميادين الكرة التي أضحت مسرحا لهذا الهاجس الذي يبدو أنه لن يتوقف بالرغم من الإجراءات الكثيرة التي اتخذت لمحاربته، لكن هذه المساعي لحد الآن تبقى فاشلة على طول الخط بدليل أن العنف استهدف مؤخرا حتى أرواح المناصرين على غرار ما حصل مع مناصر مولودية الجزائر ديڤا الذي دفع فاتورة مشاهدته لمباراة فريقه أمام اتحاد العاصمة فضلا عن التجاوزات التي تحدث من حين لآخر خارج أسوار الملاعب من خلال تكسير الممتلكات وتراشق أنصار الفرق بكل الوسائل، وهذا كله موجود للأسف في العهد الإحترافي لكرتنا. التحكيم من السيء إلى الأسوأ.... في المقابل لم تخل المرحلة الأولى من الرابطة المحترفة كالعادة من موجة الإنتقادات التي تطال التحكيم وأصحاب البدلة السوداء الذين يبقون المستهدفين في كل مرة في النتائج التي تؤول إليها المباريات، حيث لا تمر أية مباراة دون أن تسجل الإنتقادات والتهم الموجهة للحكام، سيما من قبل رؤساء الفرق والمدربين، فبالرغم من الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة التحكيمية لتحسين هذا السلك وتفادي أي تقصير من الحكام في تأدية مهامهم إلا أن هذا لم يشفع لهم في تجاوز هاجس الإنتقادات، وهو ما وقفنا عنده خلال الجولات 15 وهو ما يعني أن التحكيم انعكس سلبا على مستوى وواقع الرابطة المحترفة. الفرجة غائبة كالعادة والملاعب تصلح لكل شيء إلا لكرة القدم والأكيد أن الإنتقادات لم تطل التحكيم والعنف والبرمجة التي وقفنا عندها خلال الشطر الأول من البطولة فقط، بل أن المتتبعين أيضا لم يتوانوا في توجيه انتقاداتهم للمستوى العام للبطولة التي لم تختلف عن سابقيها، سيما فيما يخص المستوى الفني، حيث كان الشارع الرياضي يطمح إلى رؤية جديدة لمستوى مباريات الرابطة المحترفة سيما اللقاءات التي عودتنا على جلب الأنظار وينتظرها الشارع الرياضي بشغف، لكن ذلك لم تجسد سيما في ظل المعطيات التي تميز ملاعبنا التي أضحت كارثية والتي تصلح لكل شيء إلا لكرة القدم، وهو ما انعكس سلبا على المستوى العام للبطولة التي تظل دائما محل انتقاد الجميع بدليل أن الأغلبية من الجماهير الجزائرية قاطعت المباريات المحلية وأصبحت تفضل الدوريات الأوربية.