استبشر سكان ولاية الطارف بتعيين الوالي الجديد بعد غياب دام أكثر من سنتين، ما تسبب في توقف جل المشاريع التنماوية نتيجة الانسداد الحاصل بالمجلس وتعطل مشاريع التنمية التي زادت من عزلة المواطن وحالت دون تحقيق برامج الدولة ورئيس الجمهورية. واعترفت الأمينة العامة السابقة بأن الطارف متخلفة عن باقي الولايات، وقد تحركت في المدة الأخيرة العديد من الهيئات الرسمية والشعبية للمطالبة بوال جديد بعد أن بلغت الأمور درجة التعفن من ذلك برلمانيون وعشرات الجمعيات المدنية وأحزاب ومنتخبون، وقد كانت ل "النهار" وقفات مع انشغالات هؤلاء من خلال نقل واقع المعاناة بكل شفافية وموضوعية . وسيواجه الوالي الجديد عدة تحديات لإرث ثقيل من الملفات الكبرى، ففي خزينة الولاية أكثر من 2000 مليار سنتيم مجمدة لم يتمكن المجلس الشعبي الولائي الجديد من الإفراج عنها، وتعود إلى عهدة ماضية أين تم فتح تحقيقات أمنية في قضايا الفساد التي أزاحت الوالي السابق نحو السجن ومتابعته أمام القضاء، هذه الأغلفة المالية الضخمة تعود إلى مشاريع تنموية لم تنجز بعد، جعلت من عناصر الحكومة الذين توافدوا على الطارف خلال المدة الأخيرة يعلنون غضبهم على تخلف مشاريع قطاعاتهم، ويتعلق الأمر بوزراء التربية والشبيبة والرياضة والتنمية الريفية، وشهدت الطارف إيفاد عشرات لجان للتحقيق في العديد من القطاعات نتيجة التجاوزات وانتهاز فرصة شغور منصب الوالي على غرار مصالح التجارة والضرائب والجمارك والتربية. من جانب آخر، كان فراغ سنتين قد حرم المواطنين من الاستفادة بحقوق دستورية كالسكن الاجتماعي، حيث لا زال 1200 سكن جاهز لم يوزع على مستحقيه رغم انتهاء عمليات الطعون منذ المجلس الولائي السابق، وتعطل انطلاق مشروع 2000 سكن لعام 2008 لعزوف المقاولين ومؤسسات الإنتاج عن مسك المشاريع في ولاية الطارف، تفاديا لإشكالات الانجاز في مجالات لا زال التحقيق القضائي والأمني متواصلا فيها، كما أن غياب وكالة ولائية عقارية رهن أكثر من 20 ألف استفادة من تحصيصات البناء لم يستلم أصحابها عقود ملكياتهم منذ سنوات. ويواجه سكان المناطق الحدودية معاناة حقيقية نظرا للعزلة وغياب برامج تنمية الحدود، كما شهدت الولاية العديد من الإضرابات والاحتجاجات وقطع الطرقات والاعتصامات بسبب تزايد حجم المعاناة لا سيما البطالة والعنف الإداري وانعدام أدنى حقوق المواطنة. "النهار" استطلعت رأي الشارع الطارفي بعد إعلان تعيين الوالي الجديد، حيث عبر لنا الكثير منهم عن تفائلهم بالأيام القادمة ويطالبون الوالي الجديد باستعمال كل سلطاته في التعجيل برفع الغبار عن الملفات الكبرى وإعادة النظر في سياسة التسيير الانتقالية التي شلت دواليب التنمية واستثمار الطاقات والثروات الموجودة لصالح ترقية حياة المواطن العامة، في حين عبر لنا منتخبو المجلس الشعبي الولائي ورؤساء البلديات عن تنفسهم الصعداء بعد تعيين الوالي وشعورهم بهيبة مؤسساتهم واستعادة أدوارها الحقيقية بعد أن عانوا الفراغ والعطلة الإجبارية وواجهوا فيها ضغط المواطن، وأبدت كل الجمعيات والجماعات المحلية استعدادها لمساعدة الوالي الجديد لإعادة الروح إلى ولاية الطارف والنهوض بها في أقرب الآجال.