أحدهما عون شحن في "الجوية الجزائرية" الشبكة تتكون من 11 شخصا.. والتحقيقات كشفت إعادة تهريب المخدرات بعد وصولها إلى الجزائر نحو فرنسا تمكنت مصالح الشرطة المختصة في مكافحة المخدرات بكل أنواعها، من الإطاحة بشبكة دولية مختصة في استيراد المخدرات بطريقة غير شرعية، يقودها شقيقان، أحدهما صاحب محل لبيع التبغ ومواد التجميل في منطقة "ڤاريدي" بالقبة في العاصمة، والآخر عامل في "الخطوط الجوية الجزائرية"، "عون شحن"، حيث يقومان بتجنيد الشباب في العمل الإجرامي من خلال جلب المخدرات من دولة المغرب عبر مطار "هواري بومدين" عن طريق ابتلاعها، ليتم طرحها لاحقا لدى عودتهم عن طريق الفضلات، وذلك مقابل مبالغ مالية والتكفل بجميع تكاليف السفر، حيث تبين أن الشبكة متكونة من 11 شخصا، تم توقيف 9 منهم، فيما لايزال اثنان في حالة فرار بتواطؤ رعية مغربي يعمل في الحرس البلدي المغربي. ملابسات القضية تعود إلى تاريخ 12 أفريل 2019، على إثر استغلال معلومات بلغت مصالح أمن ولاية الجزائر بخصوص نشاط صاحب محل تجاري لبيع التبغ ومواد التجميل لشباب في استيراد المخدرات والمؤثرات العقلية عبر مطار "هواري بومدين" عن طريق بلعها وطرحها لاحقا، وفي إطار التحقيق في ذلك، تبين تجنيد الرأسان المحركان للشبكة لأحد معارفهما، ويتعلق الأمر بالمدعو "ل.نبيل" للمهمة، حيث تم حجز له تذكرة سفر إلى المملكة المغربية "ذهاب – إياب"، وعليه تم ترصد المعني ومراقبته بتاريخ عودته يوم 12 أفريل 2019، حوالي الواحدة والنصف بعد الزوال، والذي تم توقيفه برفقة المدعو "ب.إسلام" على متن سيارة من نوع "رونو كليو" من "الجيل الرابع" زرقاء اللون وسائقها "ك.محمد صالح"، حيث حوّلا على التحقيق الأمني، وفي مركز الشرطة، اعترف المدعو "ل.نبيل" باستيراده للمخدرات لصالح مرافقه "ب.إسلام"، الذي يعمل "باڤاجيست" في "الجوية الجزائرية"، وأن المخدرات حاليا في معدته على شكل كبسولات وخلال تواجده بالمركز الأمني تمكن المعني من طرح 11 كبسولة بوزن 60 غراما، ليتم على الفور عرض المشتبه فيه على الفحص الطبي عبر جهاز "السكانير" بمستشفى "مصطفى باشا"، والتي تأكد فيه أشياء غريبة بأمعائه، ليتم تحويله مباشرة إلى عيادة مؤسسة إعادة التربية بالحراش، أين أبقي تحت المراقبة الطبية، وقام خلالها المشتبه فيه بطرح 103 كبسولة وزنها 620 غرام، تحتوي على المخدرات الصلبة بوزن 620 غرام. وبإخضاع السائق "ك.محمد صالح" للفحص عن طريق "السكانير"، ضبطت في معدته هو الآخر أجسام غريبة، أين قام خلال مراقبته الطبية بطرح كبسولة بوزن 60 غراما أيضا، وبنفس التاريخ وبحدود الساعة العاشرة، تم توقيف أيضا المدعو "ب.لخضر"، وهو قادم من المملكة المغربية، ولدى إخضاعه للمراقبة الطبية أيضا، قام بطرح 56 كبسولة بوزن 6.533 غرام، هذا الأخير الذي كشف هو الآخر بأنه قام باستيراد المخدرات لصالح الشقيقين "ب.إسلام" و "ب.رياض"، وأنهما يرسلانهما عن طريق أشخاص محددين بالمملكة المغربية، الذين يتعاملون معهما، ويتعلق الأمر بالمغربي المدعو "عبد الحق" الذي يعمل في الحرس الملكي والشقيقين "محمد وعبد السلام"، حيث يلتقون بهم في فندق، وهناك تتم تهيئة المخدرات لابتلاعها، ومن هناك تهريبها إلى الجزائر، ويستعملون في اتصالاتهم تطبيق "المسانجر"، وأن الشخص المكلف بتهريب المخدرات من الجزائر إلى أوروبا، وعلى رأسها فرنسا، هو "ب.رياض"، وذلك بنفس الطريقة، حيث برمج في نفس يوم رحلة عودتهم سفر المعني إلى فرنسا، أي بتاريخ 12 أفريل 2019، مستغلا حيازته على إقامة هناك، وذلك حوالي الساعة الثالثة مساءً، وهي الرحلة التي ألغيت بعد توقيف جميع شركائه. المتهم "ل.نبيل" كشف بأنه تعرف على المدعو "ب.إسلام" منذ خمس سنوات، وذلك عن طريق صديقه المدعو "ك.محمد صالح" الذي كان مقيما في فرنسا، ولدى مرض والده، اتصل به من أجل مساعدته في نقله إلى المستشفى، وكون نقله يستوجب سيارة، قام هذا الأخير بربطه مع المدعو "ب.إسلام" الذي يقوم باستئجار السيارات بطريقة غير شرعية، ولأنه حادث مرور وقع له بالمركبة، ألزمه "ب.إسلام" على دفع تكاليف تصليحها والمقدرة ب 75 ألف دج، ولأنه لم يكن يملك المبلغ هدد بتبليغ والده، فاجتهد لتوفير له مبلغ 30 ألف دج، طلب المعني صرفها للعملة الصعبة وتحويلها له، كونه كان متواجدا في المملكة المغربية وطلب منه التحاقه به، غير أنه أخبره بأنه لا يملك مصاريف السفر، فطلب منه التنقل إلى المحل التجاري الخاص بشقيقه وتسليم جواز سفره للعامل به، هذا الأخير ولدى عودته إليه، وجد جواز السفر مرفوقا بتذكرة سفر، ليقوم شخص من معارفه بإيصاله للمطار، أين قام بالسفر إلى المغرب لملاقاة هذا الأخير، وهناك تواصل مع المعني عبر تطبيق "الماسنجر"، فطلب منه أن يتنقل من المطار عبر القطار "كازا بور" إلى "باب مراكش"، ولدى وصوله، وجد شقيقه "ب.رياض" في انتظاره، فقام بنقله إلى فندق هناك، وبعد الليلة الأولى التي ارتاح فيها، قاما بتعريفه برعية مغربي يدعى "عبد الحق"، يعمل في "الحرس الملكي"، هذا الأخير الذي تم حجز لهما غرفة بنفس الفندق، وقام بإرغامه بعد تنويمه بابتلاع كبسولات من المخدرات وصلت إلى 103 كبسولة، ودام ذلك 10 ساعات، وقام في صبيحة اليوم الموالي بإيصاله إلى مطار "مراكش"، وانتظره إلى أن طارت الطائرة، واتصل بالمدعو "ب.إسلام"، الذي كان حينها قد وصل وشقيقه إلى الجزائر، ولدى وصوله إلى مطار "هواري بومدين"، خرج بطريقة عادية، وتفاجأ بالمدعو "ب.إسلام" أمام نقطة مراقبة الأمتعة ينتظر هناك، كونه يعمل "عون شحن" في "الخطوط الجوية"، وكان بانتظارهما في الحظيرة المدعو "ك.محمد صالح"، ولدى انطلاقهما باتجاه المحل التجاري في القبة، تم توقيفهما من قبل الشرطة. من جهت، فند "ب.إسلام" أي علاقة تربطه بالمتاجرة في المخدرات، وأكد أنه كان برفقة صديقه "ك.محمد صالح" على مستوى محطة غسل السيارات، وهناك تلقى صديقه مكالمة هاتفية من "ل.نبيل"، يطلب منه انتظاره لنقله من المطار إلى منزله، وأنه رافق صديقه لا غير، نافيا أي علاقة له بالمدعو "ل.نبيل"، في حين، أكد شقيقه "ب.رياض" أنه صاحب محل تبغ، وأنه يعرف اثنين من المتهمين، ويتعلق الأمر ب "ش.فريد" و"ق.مصطفى"، وأنه لا يعرف "ب.لخضر" و "ل.نبيل"، موكدا أنه معتاد على السفر إلى المملكة المغربية والتعامل مع "عبد الحق" و"محمد" و"عبد السلام" في مجال تجارة الألبسة والأحذية الرياضية، نافيا أي علاقة بالمخدرات والمتاجرة فيها. وأمام ما تقدم، التمس النائب العام توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا لجميع المتهمين، مع الحجر القانوني والمصادرة.