إعادة البناء وإرساء أسس الجمهورية الجديدة التي خرج لأجلها الملايين . لا يجب أن تستمد وحدها من الحراك الشعبي الشبابي المتميز بالحماسة والعاطفة وفورية التغيير ،وإنما يمكن أن تستند إلى سياسة أكثر واقعية وعقلانية الفعل والمطلب ومرحلية الخطوات ،وهذا حتى لا تتحول المطالبة بالتغيير الجذري إلى ردة فعل يفقد معها هذا الطابع السلمي لحراك الشارع ، والذي قد نراه من البعض رافضي إجراء الانتخابات ،ولو أن ذلك صدر من أقلية وفي بعض المناطق المحدودة من الجزائر،وهذا ديمقراطيا غير مقبول،فالواجب أن تخضع الأقلية لقرار الغالبية..؟ ولو أن سلمية المسيرات قد أبهرت الداخل وحيرت العالم ،لكن ذلك قد يتغير يوما بعد يوم ونحن نتجه صوب يوم 12 ديسمبر، وهذا ما قد يعكر هذه الأهازيج الشعبية المساندة للقيادة العسكرية والسياسية معا، ومن هنا فإنه يجب أن تبقى المسيرات والتجاوب إيجابيا مع المترشحين في كل تجمعاتهم، وإلا سوف ندخل في نفق مظلم ودوامة سحيقة لا يعلم متى الخروج منها إلا الله ،وهذا ما يريده ويعمل لأجله أعداء هذا الوطن ،فلا نتيح فرصة ولا نصغي لهم ،ولا نلتف إليهم أبدا ولا نصدق لهم قولا،هذا عرس الجزائر ضم الجميع وفي ظله وتحت رايتنا الواحدة ستتحقق الآمال..! إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية والتي سوف تستكمل بتضحيات أصحاب الهمم العالية والنفوس الراقية ، تبدأ من إعادة بناء أسس الجمهورية الجديدة بسواعد الجميع ودون إقصاء أو تهميش ،وإلا سوف نكرر نفس ما عشناه وربما أكثر..؟ لنأخذ العبرة من غيرنا من الشعوب العربية التي تتمنى أن تعود إلى ما كانت عليه ،وندرك أن ما بين يدي الشارع الآن فرصة، تتمثل في انتخابات رئاسية حددت يوم 12 ديسمبر المقبل، يمكن أن تكون قاعدة ومشروع أمل وإعادة بناء كما نؤكد ،وأيضا فرصة لتنفيذ ما ينادي به الحراك المرافق دوما من قبل الجيش..؟!