من حيث المبدأ العام نحن مع الرأي الذي تبناه وزير المجاهدين والقاضي بأولوية استرجاع الأرشيف الوطني عن المطالبة بتجريم الاستعماري الفرنسي ،وهذا لأنه سيكشف حقائق حول تاريخ الجزائر وما قام به الاستعمار الفرنسي طيلة تواجده ببلادنا حيث عاث فيها فسادا ،وإن كانت هناك بنية تحتية يمكن القول أنها كانت الأساس في قيام الدولة الجزائرية الحديثة بعد وقف إطلاق النار بين الجيش الجزائري والجيش الفرنسي..؟ والأرشيف كما هو متعارف عليه لدى الباحثين ولدى المهتمين وحتى لدى العام والخاص، هو ذاكرة الأمة وحامل لماضيها وحاضرها ومستقبلها،ولا يمكن يفرط فيه أي بلد أو يستغني عليه أي فهو ضرورة يجب أن تحافظ عليه إذا كان ذلك داخل الوطن بمختلف الطرق ،وإذا تعرض الوطن لأي عدوان وتم الاستيلاء عليه لسبب أو لآخر أو حصل استعمار كما هو الحال عندنا ، حيث تم نقل الأرشيف الوطن جملة وتفصيلا من البلد الأم إلى البلد المستعمر ،وهذا بطريقة مستمرة بداية من الأيام الأولى للاحتلال وإلى غاية يوم توقيف إطلاق النار،وإن كانت هناك فترة تم فيها الاستيلاء جملة على الأرشيف الوطني حيث تم نقل عشية الاستقلال ما يزيد عن 100 ألف وثيقة هربت كلها إلى فرنسا ،حيث ما تزال هناك مخزنة هناك وإلى اليوم..؟ وهذا الأرشيف الذي استولت عليه فرنسا الاستعمارية لا يشمل فقط فترتها وإنما يمتد إلى الوجود التركي العثماني بالجزائر والذي دام ما يقارب أربعة قرون ،زيادة على أن أرشيف الجزائر ليس فقط ذلك الذي يتواجد لدى فرنسا ،وإنما أيضا يوجد للجزائر وخاصة فيما يتعلق بالثورة الجزائرية أرشيفا لدى الإخوة التونسيين والمغاربة والمصريين وحتى لدى بعض الأوربيين كيوغسلافيا السابقة قبل تقسيمها،وغير ذلك من البلدان الشقيقة والصديقة ..؟ وأرشيفنا الذي يحمل شخصيتنا وتاريخنا ليس أوراقا صماء فقط وإنما هناك أرشيفا مصورا وأرشيفا إذاعيا هاما يتطلب منا جميعا أن تسعى إلى إعادته ووضعه تحت تصرف الباحثين والمؤرخين ..؟ !