على مدار العقد الماضي أو ما يزيد عليه بقليل، كان الصراع المحتدم بين الأسطورتين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي العنوان الأبرز في كل المسابقات، وفي المقدمة منها دوري أبطال أوروبا. لكن يبدو أن تغير الظروف والبيئة التنافسية للنجمين، أخيرا، وغيابهما معا عن النهائي للمرة الثالثة على التوالي، قد يضع تلك التجربة على مسار النهاية، لتصبح الفرصة مهيأة لنجوم آخرين، كي يرسموا معالم الصراع الجديد على لقب الأفضل في العالم. ويضاف إلى تلك المعاناة، الغموض بشأن مستقبل ميسي ورونالدو مع برشلونة ويوفنتوس، والشكوك حول إمكانية إحداث ثورة في تركيبة الفريقين في الموسم المقبل قد تحيي آمالهما في تتويج أخير بأمجد الألقاب الفردية.معادلة جديدة في المواسم الثلاثة الماضية تغيرت المعادلة للنجمين مع رحيل كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس، الذي ظن خطأ أنه وضع بالبرتغالي حجر الأساس لمشروع القطيعة الأبدية مع الحرمان من اللقب القاري الأكبر، قبل أن يصطدم بواقع المستديرة الذي وإن تبدل استثنائيا في ظروف معينة، فالغالب فيه أن زمام تحقيق كل الإنجازات الكبرى والألقاب مرهون بالفريق والجماعية، لا النجم الأوحد. ولم يختلف حال ميسي في السنوات نفسها تقريبا، فبمرور الوقت ومع نهاية عصر هيمنة بلوجرانا، وتجريف الفريق تدريجيا، والمسافات الضوئية بين من التحقوا بالفريق وأسلافهم من الجيل الذهبي، لم يكفِ مجهود ميسي الخارق في استعادة اللقب القاري، وتتابعت نكبات برشلونة، بالتزامن مع الكوارث الإدارية لبارتوميو ومجموعته.المحطة الأخيرة؟ شهد دوري أبطال أوروبا في نسخته الماضية خروج ميسي ورونالدو مبكرا من المسابقة، فبدا تأثير ذلك واضحا على ترشيحات جائزة الفيفا لأفضل لاعب، التي انتزعها نجم بايرن ميونخ، روبرت ليفاندوفسكي أمام إسهاماته التي لا تقبل الشك في تتويج البافاريين بكل ألقاب الموسم وتحديدا الكأس القارية الأغلى. وفي الموسم الجاري 2020-2021 فقد النجمان لقبي الدوري في إيطاليا وإسبانيا، كما خرجا من ثمن نهائي دوري الأبطال، ليسجلا أول غياب لهما منذ 2004-2005 عن ربع النهائي، ما يعزز التوقعات بخروجهما أو تراجعهما بقوة في سباق الترشيحات لجائزة الفيفا والكرة الذهبية للعام الثاني على التوالي. ويبقى باب المفاجآت الوحيد، هو تتويج البرتغال بيورو 2020، أو الأرجنتين بكوبا أمريكا، وحينها سيكون رونالدو وميسي ضمن السباق الشرس على جوائز العام الجاري. هل يتوج رياض محرز بالكرة الذهبية؟ أمام التراجع الكبير لميسي ورونالدو، وسطوة مانشستر سيتي شبه الكاملة على الكرة الإنجليزية في الموسم الجاري، يبقى رياض محرز منافسا على كل الجوائز الكبرى.وأسهم نجم الجزائر بوضوح في تتويج السيتي بلقبي كأس الرابطة، والدوري الإنجليزي الممتاز، وكذلك بلوغ نهائي دوري الأبطال، بتسجيل 3 أهداف في نصف النهائي ذهابا وإيابا. وسيمثل تتويج السيتي باللقب القاري دون شك دفعة كبرى لحظوظ محرز، في دخول القائمة النهائية لترشيحات الكرة الذهبية وجائزة الفيفا. لكن سيأتي التهديد الأكبر لمحرز من جانب زميله البلجيكي كيفين دي بروين الذي أسهم أيضا في كل الإنجازات المشار إليها مع السيتي، كما أنه يستعد لخوض منافسات يورو 2020 مع منتخب بلجيكا. وفي حال تحقيق دي بروين الإنجاز القاري مع منتخب بلاده سيصبح في موقف قوة. ولن يخرج النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي من الترشيحات، مع تتويجه بالدوري الألماني، إضافة إلى أرقامه القياسية (48 هدفا في كل المسابقات مع بايرن)، بينما يحلم بإنجاز غير مسبوق مع منتخب بلاده في يورو 2020