قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، أمس، بتمنراست أن الزوايا ساهمت دوما وبشكل فعال في حماية أمن ووحدة الأمة،وأوضح, في تدخله خلال انطلاق أشغال ملتقى الشيخ مولاي الرقاني في طبعته الخامسة عشر تزامنا مع اليوم الأخير من زيارته إلى هذه الولاية, أن "الزوايا ساهمت دوما وبشكل فعال في حماية أمن ووحدة الأمة من خلال نشرها للتربية الروحية و الوطنية" . وأشاد في ذات السياق بجهود الجامعة الجزائرية, إلى جانب الزوايا, في النهوض بالمجتمع من خلال التكوين العلمي الصحيح و السليم الذي يجعل (التكوين) من بيان أول نوفمبر 1954 المجيدة مرجعا له, داعيا في ذات الوقت الجامعات والزوايا إلى "تعزيز الأمن الروحي للأمة" . من جهته أوضح والي ولاية تمنراست, مصطفى قريش, أن الزوايا الجزائرية "تتميز بكونها ترتكز على فكر الوسطية و الاعتدال", وهي الخصوصية, كما قال, التي تساهم في تعزيز التماسك بين أفراد المجتمع. وبدوره أكد شيخ الزاوية الشريف الرقاني أن تحقيق الأمن الفكري و الروحي للأمة الذي تسعى إليه الزوايا "له انعكاسات كبيرة على استقرار المجتمع, كما يساهم في تقويم سلوك الأفراد" . وأبرز متدخلون في هذا الملتقى أهمية تحقيق الأمن الروحي و دوره في تقوية المجتمع, وأثر ذلك على التنمية المستدامة وتحقيق الرفاهية الاقتصادية. وأشار في هذا الصدد المحاضر حرمة بوفلجة, من جامعة أدرار, في مساهمته حول "الوحدة التربوية للزوايا في تجسيد الأمن الأخلاقي و الروحي في المجتمع", أن الزوايا "كانت دوما صمام الأمان و الضامن الأساسي في نشر الفكر المعتدل", وقد ساهمت, كما أضاف, في المحافظة على وحدة الأمة . وذكر بوفلجة أن هذا الفكر قد انتشر أيضا في الدول المجاورة من خلال ترسيخ ثقافة التآخي و التآزر, على غرار الزاوية الكنتية بمنطقة توات (أدرار) و التي امتد نشاطها الفكري نحو إفريقيا. كما اعتبر محمد رابح من جامعة أدرار, في مداخلة حول "مهددات الأمن الفكري للمجتمع الجزائري ودور مؤسسة المسجد في تطويقها", المسجد مؤسسة هامة يتوجب أن تنفتح على محيطها لتساهم في حماية الأمن الحضاري , مشددا على "ضرورة انخراط المسجد في جهود مواجهة أخطار العولمة و خاصة على فئة الشباب من خلال اعتماد خطاب مسجدي بمضمون علمي" . هذا ويشارك في هذا الملتقى الذي احتضنته جامعة الحاج موسى آغ أخاموك بتمنراست ثلة من الأساتذة الجامعيين من مختلف مناطق الوطن لمناقشة دور الزوايا و المدارس في إعداد الفرد لتحقيق اللحمة الوطنية وأهمية ترسيخ قيم التسامح و التعايش.