في كل صباح ومساء، بل إن لم يكن كل ساعة نسمع ونرى ما لا يوصف ولا يمكن تحمله،نتيجة ما تخلفه وتحصده مركبات الموت المباغت لأناس أبرياء أغلبهم من الأطفال والنساء،وما تلك المركبات إلا شاحنات يقودها أشخاص فقدوا إنسانيتهم وآدميتهم وأيضا عقولهم،واستسلموا لفوضى الطرقات التي لا يرحم أحد فيها أحد والكلمة الأخيرة فيها للقوى وصاحب المركبة الكبيرة،وكأن الأمر في تسابق للفوز بحور عين أو فرار من عدو بحجم التتار،ومع ذلك لا يبرر للكل ما يحصل كل يوم من إزهاق للأرواح على طرقاتنا ،حيث يدخل الحزن والأسى على الكثير من عائلاتنا ناهيك على ما تخلفه هذه الكوارث البشرية من أيتام وأرامل وثكلى ومن جروح لا تندمل..؟ لقد بات من الضروري أن نضع حدا لمثل هذه الفوضى العارمة والحرب المعلنة داخل المدن وخارجها والتي يذهب ضحيتها في كل مرة أعز الناس وأحبهم إلينا،وهذه أولا بوضع حد للشاحنات المقطورات الكبيرة،وهذه بأن نخصص لها أوقات للسير خارج وقت الذروة وأوقات ازدحام الطرقات بالسيارات الصغيرة وسيارات النقل الجماعي ،وأحسن وقت لها صيفا أن يكون من الساعة العاشرة مساء إلى الرابعة صباحا،وشتاء من الساعة التاسعة مساء إلى الخامسة صباحا،وبالتالي يمنع هؤلاء من سائقي عربات الموت من السير نهارا ويبقى لهم الليل..! وهذا كله ليس كافيا وإنما هو خطوة تليها عدة خطوات منها كما قال الشرطي المخفي سابقا السيد "محمد العزوني "من إجراء عملية فحص لذكاء والقدرة النفسية والثقافية للسائقين،زيادة على إعادة النظر في قانون المراقبة التقنية..؟ وفوق هذا لابد من مد وإصلاح وترميم كل الطرق الوطنية والولائية والبلدية والتي كان لها الدخل الكبير فيما يحصل من حوادث مرورية،نتمنى أن يتجسد ذلك ميدانيا،خاصة والجانب المالي والبشري متوفران..؟ إن الأموال التي تصرف في هذا المجال يمكن تعويضها،غير أن خسارة البشر لا تقدر بثمن ولا يمكن أبدا مهما كان الإمكانيات المالية والمادية تعويضها..؟ !