شهر رمضان هو للعبادة وللمحبة والتضامن،ولكن قد جعل منه بعض الناس شهر كسل،والبعض الآخر اتخذه مطية ليصب جما غضبه على الآخرين،وفي جميع الحالات فإن الوسطية هي الطريق الأفضل في كل شيء،وليس ذلك التهور الذي نلاحظه هنا وهناك ولا تلك السلوكيات التي طرأت فجأة على طبائع الناس وأخلاقهم،حتى أن الكثير لم يبق له من رمضان إلا الجوع والعطش،وكأنه يحرث في الماء أو الصحراء لا ينال من صومه إلا التعب..؟ الكل يعرف وخاصة الذين يطالعون مختلف الصحف الوطنية وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة،خاصة فيما يتعلق بالحوادث على تنوعها،وفي مقدمتها حوادث المرور تقع لأتفه الأسباب،فتذهب أرواحا هكذا دون مبرر،إلا لكون السائق في حالة صوم،زيادة على ذلك الغش في السلع وخاصة اللحوم وكأننا لسنا في بلاد المسلمين الذين ينبغي أن يعطوا المثل في الاستقامة والنظافة ..؟ لكن كل ذلك يهون أمام ما تنقله لنا صحافتنا الوطنية من جرائم وسفك دماء والتعدي بالقتل على النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ووفق الشروط الضيقة جدا التي حددها الله ورسوله،فتجد المواطن يقتل آخر ولأتفه الأسباب ولعرض زائل،وقس على ذلك مثل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين ويقف الحليم لهولها حائرا لا يدري ما يقوم،أهؤلاء بشر أم حجر،أم جنس آخر تفوق على شياطين الجن في الخبث والمكر،بل ويقف إبليس نفسه أمام جرائمهم فاغرا فاه لم يتصور أن يصل الأمر ببني آدم إلى الإقدام على قتل دون رحمة أقرب الناس إليهم ..! لئن كانت شياطين الجن كما قال رسول الله صلى الله علية وسلم،مكبلة في رمضان وليس لها سلطان على الصائم المسلم،فإن شياطين الإنس مطلقة العنان تفعل ما تشاء،فهي إذن أكبر خطر على الإنسان من الشيطان نفسه،تجدها حرة في كل مكان ليس هناك من رادع لها، حتى العقوبات المشددة لم تنفع معهم لكون من متعودي من متناولي المهلوسات والمخدرات طوال السنة وفي حرمة رمضان أيضا..؟ !