أشرف مساء اليوم الخميس 18 أفريل 2024، الأمين العام للولاية نيابة عن السيد والي الولاية زيناي عبد الكريم الذي كان في مهمة مع وزير الري الذي زار سد واد ملاق، وكذا ولاية تبسة، عن الافتتاح الرسمي لفعاليات شهر التراث 2024، تحت شعار "التراث الثقافي وإدارة المخاطر في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية" والذي يمتد من 18 أفريل إلى 18 ماي 2024، وذلك على مستوى الموقع الأثري "مادور" ببلدية مداوروش، وذلك بحضور كل من السادة، نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، المفتشة العامة للولاية، رئيس دائرة مداوروش، رئيس المجلس الشعبي لبلدية مداوروش، مدير الثقافة والفنون، السادة المدراء التنفيذيين. المناسبة عرفت تنظيم معارض حول الموروث الثقافي لولاية سوق أهراس، بالإضافة الى عروض مسرحية وموسيقية، بمشاركة وتنشيط مختلف الفاعلين في المجال الثقافي بالولاية، حيث استمتع الحضور بمعزوفات إندلسية، وعرض مسرحي متميز للمخرج زهير عتروس حول أبوليوس صاحب أول رواية في التاريخ المسماة "الحمار الذهبي" وقد شرح المرشد السياحي المتخصص في الآثار رمزي بن يزة معالم هذا الموقع الأثري، حيث ذكر أن مدينة مادور الأثرية بسوق أهراس صامدة فوق أرضيتها ولا تزال تصارع الزمن تتربع على مساحة 109 هكتارات، 25 هكتارا منها معالم ظاهرة و7,5 هكتار أخرى كانت محل حفريات في القرن الماضي فيما لا تزال المساحة المتبقية تحت الأرض مغمورة. فمادور هي كذلك تلك المدينة التي كانت متواجدة في فترة الملك "سيفاكس" لتصبح بعد ذلك تحت حكم الملك "ماسينيسا" في القرن الثالث قبل الميلاد وعند توغل الرومان إلى شمال إفريقيا أسسوا مستعمرة "مادور" لقدامى الحرب ما بين سنة 69 و75 ميلادي وذلك في فترة حكم الإمبراطور "فاسباسيان". وكانت هذه البعقة الأثرية التي ترعرع بها سانت أوغستين وأبوليوس المادوري تمثل منذ تاريخ نشأتها على مدار عدة قرون "قطبا للإشعاع العلمي" من خلال مدارسها. هذا وقد رحب كمال يوسف برابحي مدير الثقافة بولاية سوق أهراس، بالحضور، حيث اكد في كلمته على ضرورة خلق نشاط ثقافي جديد ومتميز انطلاقة لتجسيد فكرة المسرح التاريخي، على مستوى هذا الموقع الأثري، حتى يتحول إلى مهرجان وتظاهرة ثقافية، كما تكريم خادم هذا المدينة الأثرية منذ سنة 1995 السيد ابراهيم بورحلي، وبعض المشاركين والهواة والمتربصين في هذا الموقع الأثري.