* email * facebook * twitter * linkedin تستقطب لوحات وصور فوتوغرافية للعديد من المواقع الأثرية والمعالم بمنطقة سوق أهراس، هذه الأيام، اهتمام وتفاعل زوار معرض تحتضنه دار الثقافة الطاهر وطار بمدينة سوق أهراس، في إطار شهر التراث (18 أفريل- 18ماي). تنوعت أجنحة التظاهرة التي بادرت بها مديرية الثقافة بالتنسيق مع فرع الديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية المحمية ودار الثقافة (الطاهر وطار)، بين صور ومجسمات مواقع أثرية بكل من مادور (مداوروش) وخميسة وتيفاش وكاف المصورة وشجرة القديس سانت أوغستين. وأبرزت هذه التظاهرة التي لاقت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، صورا لمعاصر زيتون بموقع مادور الأثري، وهي المعاصر التي أكدت المكانة الكبيرة لغراسة أشجار الزيتون، التي أولاها الاهتمام سكان هذه المنطقة خلال الفترة الرومانية. واستنادا إلى الشروح المقدمة لزوار هذه التظاهرة من طرف المرشد السياحي المتخصص في الآثار رمزي بن يزة، فإن "موقع مادور متربع على 120 هكتارا، 25 هكتارا منها آثار ظاهرة، و7,5 هكتارات أخرى كانت محل حفريات في القرن الماضي، فيما لاتزال المتبقية مغمورة تحت الأرض". وأشار ذات المرشد إلى أن مادور مدينة كانت متواجدة في فترة الملك "سيفاكس"، لتصبح بعد ذلك تحت حكم الملك "ماسينيسا" في القرن الثالث قبل الميلاد، وعند توغّل الرومان إلى شمال إفريقيا أسسوا مستعمرة "مادور" لقدامى الحرب بين سنتي 69 و75 ميلادي في فترة حكم الإمبراطور "فاسباسيان". وكانت هذه الرقعة الأثرية التي ترعرع بها القديس أوغستين وأبوليوس المادوري، تمثل منذ تاريخ نشأتها على مدار عدة قرون، "قطبا للإشعاع العلمي" من خلال مدارسها"، حسب ذات المرشد، الذي أضاف: "في سنة 534 ميلادي كانت مادور هدفا لغزو البيزنطيين الذين عملوا على تغيير نسيجها العمراني؛ من خلال تشييد القلعة البيزنطية على جزء من الساحة العمومية "الفوروم"، لتبقى رغم مرور السنين، تفتخر بولادة أبوليوس المادوري؛ أول روائي على الأرض وُلد سنة 125 ميلادية، وتوفي في حوالي 180 ميلادية". ولعل الطابع الذي تشترك فيه جل البيوت والغرف المبنية في مادور، معاصرُ الزيتون وآلات طحن الحبوب ذات الحجم الكبير؛ مما يؤكد أن هذه المنطقة عرفت ازدهارا ونموا في زراعة الحبوب والزيتون، حسب ذات المتحدث. ومكّنت اللوحات المعروضة العديد من المواطنين من ولوج مدينة مادور الأثرية؛ مدينة الأدباء والفلاسفة ورجال الدين، والوقوف من خلال الصور، على أول جامعة في قارة إفريقيا ارتادها العباقرة، واكتشاف بقايا كنائسها التي لاتزال إلى غاية اليوم، قِبلة أتباع القديس أوغستين، فضلا عن الساحة العمومية والمسرح الذي يُعد أصغر مسرح رومانيّ. كما تم، بالمناسبة، عرض صور مواقع أثرية بكل من خميسة وتيفاش وتاورة وشجرة القديس أوغستين بوسط مدينة سوق أهراس، وبعض الأعلام، على غرار شهاب الدين التيفاشي، ورائد الأغنية البدوية الراحل الحاج بورقعة. ومن جهته، دعا المدير الولائي للثقافة السيد الطاهر عريس، إلى "إدماج المواقع الأثرية ضمن الوجهات السياحية المفضلة؛ من أجل تنمية الثقافة الأثرية عند الشباب، التي تسمح لهم بالاطلاع على قِدم الحضارة في الجزائر"، مفيدا بضبط برنامج ثري لإحياء شهر التراث بالولاية، على غرار تنظيم رحلات لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية، إلى موقع خميسة الأثري".