شرعت مديرية المصالح الفلاحية للجلفة بالتعاون مع الملحقة المحلية للمركز الوطني لتنمية الموارد البيولوجية في تنفيذ غراسة نموذجية لإنتاج شتلات شجرة الارقان، حسبما علم من هذه الهيئة. وأوضح رئيس مكتب الإرشاد الفلاحي بمديرية المصالح الفلاحية، المهندس سعيد سعيد، أنه تم مؤخرا في إطار تعزيز تعاون مشترك مع ملحقة الوكالة الوطنية لتنمية الموارد البيولوجية، استغلال مشتلة هذه المؤسسة لتطوير وترقية غراسة شتلات الارقان من خلال توفير بنك من بذور هذه الشجرة للمساهمة في إنجاح هذه التجربة. وتندرج هذه الخطوة في إطار تفعيل جهاز الإرشاد والدعم الاستشاري والاهتمام بالغراسات الاستراتيجية التي توليها السلطات العمومية للبلاد عناية كبيرة في ظل حركية البرامج والمشاريع التنموية الخاصة بالتوجهات الجديدة الخاصة بترقية عالمي الفلاحة والريف، وفقا لذات المسؤول. من جهته، أكد المهندس الرئيسي بملحقة الوكالة الوطنية لتنمية الموارد البيولوجية، مختار ونوقي، أن هيئته تساهم في إنجاح هذا المسعى من خلال تخصيص مساحة لتشتيل تجريبي لشجرة الأرقان، والعمل على متابعتها في كل المراحل من أجل تحقيق إنتاجية نموذجية، مشيرا إلى أنه سبق وأن تم تجسيد مشتلة تجريبية مماثلة وأعطت نتائج إيجابية حيث تم غرس 200 شتلة وصل مقاسها ل30 سنتيمترا في فترة 10 أشهر. بدوره، اعتبر الأستاذ الجامعي بجامعة "زيان عاشور"، ساعد غربي، وهو أيضا ناشط جمعوي مهتم بالبيئة، والذي شارك بشكل تطوعي في عملية وضع البذور في أكياس التشتيل، أن هذه الخطوة التي تهدف لترقية شجرة الارقان تكتسي أهمية بالغة في شقها البيئي وفي بعديها الاقتصادي والاجتماعي. كما أكد مدير المصالح الفلاحية بالولاية، محمد بن عبد الله بن سالم، أن هذه المشتلة التجريبية التي تم استحداثها، تهدف لترقية شجرة الارقان التي تعتبر الجزائر موطنا لها وتنتشر في عديد من المناطق خاصة في الجنوب الغربي كما هو الحال لولايات تندوف ومستغانم (استيدية) وسواحل الشلف، اضافة الى تجارب ناجحة في عدد من الولايات الأخرى. وذكر بن سالم أن مصالحه تطمح إلى بلوغ نجاعة لهذه التجربة التي تؤطر بتعاون مشترك، بين هيئات عمومية مشيرا الى انه سبق وأن تم تنفيذ غراسات نموذجية لأصناف أخرى على غرار الخروب والزعفران أو ما يعرف ب "الذهب الأحمر"، حيث تصب كل هذه المساعي في إطار إيلاء أهمية قصوى لكل ما له بعد اقتصادي وبيئي ومسايرة الاستراتيجيات الوطنية.