قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، يوم أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة،أن "ذكرى الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار ستظل حية وحاضرة في ذاكرة الأجيال"،مشددا على ضرورة الحفاظ على الذاكرة والوحدة الوطنية وتعميق الانتماء للوطن. وفي كلمة ألقاها في ندوة بعنوان،قال: "ملحمة شعب صنع تاريخ أمة"، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى ال62 لعيد الاستقلال، أن "تضحيات الشهداء لن تزيدنا إلا عزيمة وإصرارا وقوة وتماسكا وتلاحما"، مضيفا أنه في "هذا اليوم الذي نعلي فيه من قيم التضحية والفداء وحب الوطن، نرفع آيات التكريم والعرفان والإجلال لشهدائنا الأخيار الذين سطروا بدمائهم ملحمة الكرامة والعزة" . كما أشار إلى،أن عيد الاستقلال هو "يوم تاريخي وتتويج رائع لملحمة الأمة" و"لجهاد ما يزيد عن قرن وربع القرن"، كما أنه "مشروع لمستقبل واعد ومعبر لآفاق تتجدد فيها الطموحات"، مشددا على أن الجزائر اليوم "تسير على نفس الدرب القويم، منتهجة مسارا جديدا، رفعت فيه التحديات وكسبت رهاناته في كل الميادين" . و في هذا السياق،لفت الانتباه إلى "النتائج اللافتة التي تحققت على أصعدة عديدة،جسدتها القرارات السديدة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون،الذي طالما أكد على عقده العزم على المضي في الجزائر الجديدة إلى الغايات التي حددتها رسالة نوفمبر الخالدة، تعزيزا للسيادة الوطنية، والمواصلة في مشروع البناء الوطني استجابة لطموحات الشعب الجزائري" . ومن جهته،رئيس المجلس الإسلامي الأعلى،بوعبد الله غلام الله،قال: أن ذكرى الاستقلال "يجب أن تبقى صفحة مضيئة ومنيرة في قلوب الأجيال"،مشيرا إلى أن الجزائر "بفضل إيمانها وإخلاصها وجهادها ووحدتها الدينية ستبقى أيضا قوة مضيئة" . وبدوره، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية،الدكتور أحمد ميزاب،في مداخلة حول "الحفاظ على ذاكرة الجزائر" أن الثورة التحريرية كانت "محطة مفصلية وأساسية في تحرير الأرض واسترجاع السيادة الوطنية"، معتبرا أن "الدور الحقيقي لثورة نوفمبر 1954 هو بناء وإثبات الذات وجعل الجزائر دولة قوية متماسكة من خلال بناء المجتمع والمؤسسات والحضور القوي في الساحة الدولية والإقليمية والعربية"،مذكرا في هذا الإطار بالجهود الديبلوماسية للجزائر في إطار الوساطات وتسوية الأزمات والمشاركة في الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني وكذا طرد نظام "الأبارتيد" وإثبات للقضية الفلسطينية. وعلى هامش هذه الندوة،التي نظمتها وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى،بحضور ممثلين عن المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء والمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين والكشافة الإسلامية والأسلاك الأمنية، تم تنظيم معرض للكتب التي تؤرخ لأهم المحطات التاريخية لكفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، خاصة عبر الثورات الشعبية وثورة التحرير الوطني 1954.