ما حدث ويحدث في الولاياتالأمريكيةوفرنسا وغيرهما من تجاوزات في حقوق المواطن الأمريكي والفرنسي من أصل أفريقي لا يمكن أن تتحمله جهة أو تتبناه حكومة فوق الأرض،فالمواطن إن كان يختلف عن الذي يوجد في أمريكا عن الذي نراه في فرنسا إلى وقت قريب أو حاليا،إلا أن مظاهر العنصرية والتفرقة بين المواطنين أو المقيمين في البلد الواحد جلية ظاهرة وبادية للعيان ولا يمكن قبولها أو تبريرها بأية صفة كانت من كائن من كان.. ! حتى الذين يدعون أنهم يمارسون الديمقراطية ويحيونها واقعا ملموسا في الغرب كالأمريكيين والفرنسيين ، فهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك وإنما هم أنظمة جمهورية تدعي الديمقراطية،وما الصراعات على كرسي الرئاسة ومقاعد البرلمان إلا دليل ذلك ،حيث وفي سبيلهما يهون كل شيء،ولأجلهما يدوس الساسة على القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنصب المكائد ويتجسس بعضهم على بعض،وكل ذلك من أجل الفوز في الانتخابات على حساب الخصم ولو كان على حق..؟ ومن هنا فإن الغرب الصليبي الذي وجه سهامه نحو صدور قادة العرب والمسلمين وشعوبهم بدعوى حقوق الإنسان وحماية المدنيين وبسط الديمقراطية في ديار هؤلاء الناس الذين ذاقوا من شرورهم والتي سبق وأن جربوها فكانت المرارة والندم،يريد هؤلاء اليوم أن يكرروا نفس التجربة وبالتعاون مع عملاء لهم في الداخل والخارج،ولكن الشعوب في الكثير من بلدان الوطن العربي قد تفطنوا إلى ذلك وأعدوا كل العدة لمواجهة هذا العدوان المبيت على الأمة..؟ لن يفلح من وضع يده في يد أعداء الأمة ولن يغفر له التاريخ ذلك،وإن كانت بعض الشعوب في المنطقة تتغنى بأنها قامت بثورة وتخلصت من الديكتاتور الذي كان يحكمها،فقد وقعت في مطب الفوضى العارمة الخلاقة التي لن يخرجوا منها إلا بتضحيات جسام لم تكن تخطر ببالهم،ذلك لأنه كما يقال "دخول الحمام ليس كالخروج منه"،وهذا ينطبق طبعا على أولئك الذين يلعبون بذيولهم وهم في كل عرس قرص ..؟! خليفة عقون