الذين كانوا كثيرا ما يشتكون منه خاصة تلاميذ التعليم الابتدائي من الإرهاق والتعب المصاحب لهم من جراء حملهم لرزمة من الكتب المقررة طوال اليوم،حتى كادت أن تتقوس ظهورهم لتكرار ذلك مع بداية السنة وإلى نهايتها،وهذا بالرغم من مطالبة الأولياء وجمعياتهم،التي كانت تنادي مع كل موسم دراسي بضرورة تقليص المواد الدراسية المقررة وتخفيف ساعات الدراسة واقتصارها على دوام واحد..؟ وهذا ليتناسب مع قدرة تحمل الأطفال المحدودة جسميا ونفسيا خاصة أطفال السنة الأولى والثانية ابتدائي الذين هم في عمر الزهور وغير متعودين على المكوث في مكان واحد لمدة طويلة أو تحمل الإرهاق نتيجة إخضاعهم لنظام الثنائي الدوام أي الدراسة صباحا ومساء..! وقد أثبت التجربة الميدانية أنه غير ذي فائدة تربوية ،يتعب فيه الأطفال ويصابون بإرهاق وملل ويقل تركيزهم وحتى المعلم يناله هو الآخر نفس الشيء ،وأن نظام الدوام الواحد يعتبر أفضل طريقة للتعليم في الابتدائي خاصة إذا أقترن ذلك بمراجعة البرامج الدراسة التي تتميز بالكثافة ..؟ وقد كنا نأمل أنه ستكون هناك وحسب الخبراء والتربويين نتائج أحسن بكثير مما كانت عليه قبل الإصلاح الذي أعلن عليه "أبوبكر بن بوزيد" وزير التربية حينها على هامش الإجابة عن الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني،حيث قال وقتها:"السنة المقبلة 2011/2012 بالنسبة للابتدائي لن تكون هناك دراسة بعد السنة الثانية والنصف،وأن الفترة المسائية سوف تخصص على مستوى المؤسسات التربوية للنشاطات الترفيهية والرياضية"،لكن ذهب ذلك مع الريح ..؟ هذا لو اتبع ذلك الإصلاح الذي جاء وفقا لدعوات ومطالب الكثير من الشركاء الاجتماعيين بتحسين ظروف المعلم والإطعام المدرسي والنقل وكذا البرامج الدراسية،فإنه كان لمنظومتنا التربوية ستحقق أفضل النتائج وستخرج التلاميذ النجباء وسيكون كل من ينتمي إليها من أسعد الناس،أما وأن نقوم بدهن الجدران الخارجية للأقسام الدراسية وننسى من بداخلها فذلك لن يؤدي إلى نتيجة تذكر أو يلتفت إليها،و لو أن هناك محاولات للإصلاح..؟! خليفة عقون