تدخل الحملة الانتخابية أسبوعها الثاني بولاية تلمسان، حيث يطمح 41 حزبا سياسيا و6 قوائم حرّة للظفر بمقاعد التشريعيات المزمع إجراؤها في العاشر من الشهر المقبل، تلك هي الغاية التي يصعب إدراكها نظرا للصعوبات التي تواجه كل الراغبين في الحصول على الأقل على مقعد من 12 مقعدا الممنوحة لولاية تلمسان. حصيلة العهدة السابقة السلبية تلقي بظلالها على خطاب المترشحين وبالنظر للحصيلة السلبية للعهدة البرلمانية المنصرمة بدائرة مغنية. يواجه المترشحون إشكالية توظيف خطاب انتخابي يؤهلهم لكسب ثقة الناخبين مجددا، لأن الشعارات والوعود السابقة لم تعد تقنع أحدا بالنظر إلى الحالة الاجتماعية التي يعيشها المواطن، فبين الحملة الانتخابية لتشريعيات 97 والحملة الانتخابية 2002، والبداية الأولى لحملة سنة 2012 لم يتغير القاموس السياسي. مثلما كان منتظرا لكثير من الأحزاب السياسية المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي، بحيث وبعد مرور 15 سنوات كاملة عن تاريخ التشريعيات التي جرت في عهد الرئيس السابق اليامين زروال، لا تزال الطبقة السياسية تتداول نفس الأفكار والملفات، قاعات تجمعات خاوية وأخرى تتحول إلى مهرجان للقرقابو فالمتتبع للساحة السياسية بدائرة مغنية يدرك جليا مدى حركة النشاط الواسع من طرف التشكيلات السياسية تحضيرا للانتخابات التشريعية القادمة خاصة تلك الأحزاب المعروفة على الساحة المحلية .كالأفلان والأرندي وظهور تشكيلات أخرى كالجبهة الوطنية الجزائرية، وحركة النهضة، وحركة الإصلاح، وحزب العمال، وحزب الفجر، وجبهة العدالة الاجتماعية، وحزب جبهة العدالة والتنمية.....الخ، لكن في أجواء ميزتها الرتابة، فما ميز القاعات المخصصة لذلك سواء بقاعة سينما دونيا زاد أو المركز الثقافي أبو جهاد هو عدم اكتمالها لنصاب الحضور بسبب عزوف المواطنين عن هذه التجمعات، وتحولت هذه الأخيرة إلى مسرح للموسيقى تنشطها فرق القرقابو وفرقة العرفة وتوزيع الهدايا بغير مناسبات، فضلا عن الفكاهة للترويح عن الحاضرين، متبوعة بكورتاجات تحمل صور المترشحين والأعلام الوطنية علقت على سيارات المترشحين والمناضلين تجوب شوارع المدينة،وكأن الحملة الانتخابية بهذه المنطقة حصرت بين التوسّل والتسوّل السياسي. حزب جاب الله ينافس بقوة وتكتل الجزائر الأخضر يراهن على مقعدين ويرى متتبعون للخريطة السياسية المحلية أن حزب جبهة العدالة والتنمية الذي أعلن مشاركته في الاستحقاقات المقبلة يثير نوعا من الفزع داخل بيوت الأحزاب الفاعلة، حيث يضم في صفوفه إطارات جامعية شابة، ويرى رجال السياسة بالمنطقة أنها أشد المنافسين للأحزاب الرائدة .في وقت تلتزم فيه حركة مجتمع السلم المنضوية تحت تكتل "الجزائر الخضراء" الصمت وتعمل في سرية بعيدا عن التجمعات الشعبية. وفضلت تغيير مفردات خطابها الانتخابي من خلال اتصالها المباشر مع أفراد المجتمع عبر القرى والمداشر. تدعوهم من خلالها إلى التصويت وعدم العزوف عن التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار رجال أكفاء يمثلونهم بصدق، فتكتل "الجزائر الخضراء" يراهن خلال هذه التشريعيات المقبلة على مقعدين، من خلال القائمة التي يتصدرها عبد الله خنافو الذي يشغل منصب وزير الصيد البحري بعد أن كان قبل تشريعيات 2007 يشغل منصب مدير ميناء الغزوات.والذي سيكون صاحب الحظ الأوفر في الظفر بذلك خاصة وأنه يتمتع بمستوى عال وشعبية كبيرة.