كشف مصدر عليم ل»السلام» أن المديرية العامة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية قررت إيفاد لجنة تحقيق للنبش في فضائح تسيير وملفات فساد خطيرة، تكون قد ارتكبت بوكالة الصندوق بولاية الطارف في الشهور الستة الأخيرة التي تلت تعيين مدير جديد. علاوة على توجيه اتهامات لهذا الأخير بالتواطؤ مع موظفة في مركز الدفع بدائرة بن مهيدي تحولت إلى «سوبرمان» تأمر وتنهي مثلما تشاء وتتحكم أحيانا في قرارات المدير الولائي. وأفاد المصدر المأذون الذي تحدثت إليه «السلام» أن تقريرا أسود رفعه إطارات بالوكالة المحلية إلى مكتب المدير العام، ذكروا فيه أن المسؤول المعين حديثا ارتكب تجاوزات وقام بتصرفات منافية للتشريعات المعمول بها، وتابع المتحدث أن المدير المعين شهر أكتوبر المنصرم، متهم بتجميد مشروع إنجاز مركز الدفع ببلدية القالة بمبررات واهية قدمها المسؤول ل»ردم» المشروع لأسباب سياسية لا غير. وتابع المتحدث الذي قدم وثائق ثبوتية ل»السلام» تؤكد صحة أقواله، أن المدير الجديد أقدم على مراجعة دراسة مشروع مركز بوحجار بإضافة مهندس آخر للمراقبة مكلفا الصندوق خسارة إضافية بأكثر من 62 مليون سنتيم، تضاف إلى مستحقات «خيالية» للهاتف وصلت إلى حدود 15 ألف دينار منذ قدوم المدير، في حين لم تكن تكلفته تزيد عن 5000 دج في أسوأ الحالات. وضمن ملف الصفقات تحدث التقرير عن قيام المدير بإبرام صفقتين على مقاسه تتعلقان باقتناء ألبسة موحدة للموظفين، حيث تم إبرام صفقة الملابس النسوية مع خياطة من بن مهيدي سلمت ملابس غير مطابقة للمقاييس وذات نوعية رديئة، بالإضافة إلى مشجعة على «إثارة الغرائز» ما دفع بالموظفات إلى رفض ارتدائها ومراسلة المديرية العامة لإبلاغها بذلك كتابيا، قبل أن تجبرن على فعل ذلك تحت طائلة التهديد بالعقوبات القانونية، في حين عادت صفقة الملابس الرجالية لمتعامل من ولاية ميلة، أشار التقرير إلى إشراف المدير عليها شخصيا وتسلمه للبضاعة بنفسه وجلبها من ولاية ميلة بسيارة المديرية، وهو نفس ما حدث مع المتعاملة التي حازت على صفقة الملابس النسوية، حيث أرسل المدير سيارة المديرية عدة مرات إلى بلدية بن مهيدي لجلب البضاعة مكلفا الصندوق خسارة إضافية. وتفاقمت مشاكل إطارات الصندوق مع مديرهم بعد القرار الأخير بمنع هؤلاء من الدخول إلى مكاتبهم بعد ساعات العمل، كما قلب عدة قرارات خاصة باللجنة متساوية الأعضاء قصد إدخالها في صراعات مع العمال وكذا تغيير لجنة الخدمات وتعويض أمينها المالي بآخر. ويشهد الصندوق الولائي منذ مدة حالة من التشنج إثر قيام موظفين بإيداع شكوى لدى وكيل الجمهورية بالطارف ضد موظفة بمركز الدفع بابن مهيدي بتهمة القذف بعد قيامها بالترويج لرسالة مجهولة تتضمن اتهامات فاضحة وغير أخلاقية وتهديدهم بادعائها القرب من المدير وعضويتها في النقابة وهي السيدة التي تحولت إلى «سوبرمان» تأمر وتنهى دون أي رادع. وشكل ملف التوظيف أحد أهم النقاط التي أغضبت موظفي المركز ضد مسؤولهم بعد إقدامه على توظيف فتاتين من دون مستوى تعليمي دون المرور على وكالة التشغيل بالإضافة إلى توظيف إطارين آخرين، وهو ما تسبب في حالة غليان كبيرة وسط الموظفين المتعاقدين بالصندوق وموظفي الإدماج وحتى البطالين خارجه. ولم نتمكن طيلة يوم أمس من الاتصال بالمسؤول محل الاتهامات لمعرفة رأيه مما نسب إليه، وهذا بسبب وجوده خارج مكتبه استنادا إلى تأكيدات الكاتبة.