يشتكي العديد من السكان القاطنين بحي 300 مسكن ببلدية بوقاعة، الواقعة شمال ولاية سطيف، من التهميش الكبير الذي يعانون منه منذ ترحيلهم إلى السكنات الجديدة. وعبّر السكان عن غضبهم الشديد. نتيجة الوضعية المزرية التي يعيشونها بهذا الحي، في ظل غياب أدنى مرفق ضروري، ومن خلال الجولة التي قادت “السلام اليوم” إلى هذا الحي، لاحظنا جملة من المشاكل التي صعّبت من مهمتهم وجعلتهم يدخلون في دوامة المعاناة، التي لم تنته بمجرد ترحيلهم من بيوت الصفيح التي قطنوها، لتبدأ بعد عملية الترحيل التي عرفتها المنطقة سنة 2004، مشاكل جمة وجدها السكان بهذه السكنات الجديدة على غرار هشاشة البنايات التي يقطنون بها وغياب المرافق الضرورية. هشاشة البنايات أفلست جيوب قاطنيها ذكر السكان القاطنون بحي 300 مسكن ببوقاعة، أن معظم بناياتهم التي رحلوا إليها هشة، حيث لم يتم بناؤها بالشكل المناسب لتظهر نتائجها بعد أربع سنوات من السكن بها، فمباشرة بعد القيام بترحيلهم سنة 2004 من تلك البيوت الهشة التي قطنوها، والتي ذاقوا فيها مرارة العيش وتكبدوا فيها معاناة كبيرة، وجدوا معاناة أكبر بكثير فعلى حد قولهم، فإنهم بعدما رُحلوا إلى هذه السكنات الجديدة وجدوا كامل البنايات هشة، طلاء الجدران معظمه غير صالح يسقط كل لحظة، الشيء الذي صعّب من وضعيتهم بسبب صرف مبالغ مالية ضخمة لإعادة ترميمها، ناهيك عن النقائص الكثيرة التي وجدوها بذات الحي فعلى حد تعبيرهم، فإن السلطات المشرفة على بناء هذه العمارات لم تقم بعملها كما يجب، مؤكدين أن المواطنين قاموا بإنجاز قنوات صرف المياه والتي كانت غائبة تماما بصرف مبالغ مالية ضخمة من أموالهم الخاصة. وفي نفس السياق، ذكر السكان بأنهم يتجرعون مرارة العيش باستمرار نتيجة المشاكل اليومية التي تعترضهم، بانعدام المرافق الضرورية، كما ذكر “عبد القادر” في سياق حديثه بأنه على الرغم من الشكاوى المتواصلة التي قام المواطنون بتقديمها على مستوى البلدية كانت دون جدوى، لاسيما في ظل سياسة الصمت المنتهجة ضدهم من قبل السلطات المعنية التي غالبا ما تضرب بجملة انشغالاتهم ومطالبهم عرض الحائط، مضيفا أنه بالرغم من حداثة البنايات لكن لا يوجد بها أدنى مرفق ضروري يضمن لهم العيش الكريم، حيث أشار إلى محطة نقل المسافرين التي تعتبر من ضروريات الحياة، مؤكدا على صعوبة التحاق العمال بأماكن عملهم في الفترة الصباحية انطلاقا من حي 300 مسكن وصولا إلى الأماكن البعيدة عن البلدية، وهو ما يضطرهم إلى الوصول متأخرين رغم استيقاظهم باكرا، إضافة إلى أن أغلبهم من الطلبة والعمال الذين يضطرون إلى الاستعانة بخدمات “الكلونديستان” وتحمّل مصاريف إضافية يضطرون إلى صرفها بصفة يومية ومتواصلة وهو ما أثقل كاهل البسطاء وأفرغ جيوبهم، إضافة إلى ذكره لمشاكل بالجملة، حيث قال المتحدث بأنهم طالبوا من السلطات المسؤولة بفتح سوق تجاري حتى يتمكن الباعة من عرض سلعهم وبيعها، وبهذا يتم توفير مناصب شغل لشباب المنطقة لكن هذا الأمر حال دون ذلك وضرب عرض الحائط، إضافة إلى التعطلات اليومية لشبكة الكهرباء والتي بدورها تسببت في إفساد العديد من الأجهزة الكهربائية. وأمام هذه الوضعية، يطالب السكان من السلطات المحلية بضرورة التكفل بوضعيتهم في أقرب الآجال قبل أن تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.