توقعت مصادر رسمية أن تشرع مدينة تيبازة في إنتاج أولى وحدات السيلسيوم الشفاف المتعدد الأقطاب بحلول سنة 2013، وأوضح مسعود بومعور مدير وحدة تطوير تكنولوجيات السيليسيوم ببوسماعيل، أنّ المصنع الأول لتكنولوجيا السيلسيوم سيتم تشغيله سنة 2013 بضاحية الرويبة، مشيرا إلى أنّ جهازه هو من سيتكفل بالمرافقة التقنية للمشروع. وحسب بومعور، سيجري استخدام هذه الوحدات لتوظيف الطاقة الشمسية، وستسمح هذه العملية التي يشرف عليها مجمّع سونلغاز بالشراكة مع مجموعة ألمانية مختصة بصنع سبائك وخلايا وألواح للطاقة الشمسية أساسها السيلسيوم المتعدد الأقطاب الشفاف، في انتظار إنجاز مصنع لإنتاج السيلسيوم بسعيدة سنة 2013، وهو مشروع سيكلّف 250 مليون يورو وسيخلق لوحده 15 ألف وظيفة. في هذا الصدد، يشرح مسعود بومعور بأنّ المصنع المذكور سيختص بإنتاج الصفائح الشمسية، بيد أنّه سيضطر إلى استيراد جزء كبير من المواد الأولية لعدم توفرها في الجزائر مثل الغازات الصناعية. واستنادا إلى ما أورده بومعور، فإنّ مصنع الرويبة سيتوفر على طاقة لإنتاج الكهرباء تقدر ب116 م واط /سنويا، ما سيمكّن الجزائر من الاندراج ضمن ديناميكية دولية، خصوصا وأنّ 65 بالمائة من السوق العالمية لتكنولوجيات ألواح الطاقة الشمسية موجهة نحو السيلسيوم القطبي الشفاف، بسبب مردوده وكلفته المنخفضة مقارنة مع السيلسيوم الشفاف الأحادي الأقطاب. وأكد خبراء إمكانية استحداث رمل السيليس (السيليسيوم) أزيد من مائة ألف منصب شغل دائم بقيمة مضافة عالية، علما أنّ الجزائر تحوز على ثروة هائلة من السيلسيوم الخام، بهذا الشأن، يكشف وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي عن وجود 65 موقعا غنيا بطاقة السيلسيوم البديلة، التي سترفع حال تحويلها إلى طاقة شمسية من إنتاج الجزائر للكهرباء، فضلا عن إسهامها في تنويع المناولة الصناعية وترقية الخدمات بما يدفع مساري التنمية والاندماج الاقتصادي في البلاد. وتفيد بيانات الوكالة الوطنية للثروة المنجمية عن حراك جار لاستغلال 14 محجرة لرمل السيليس على مستوى وسط وشرق الجزائر، بغرض تصنيع صفائح السيلسيوم. ويدعو بومعور إلى تشجيع الشباب على إنشاء مقاولات ومؤسسات صغيرة تخوض في استثمار السيلسيوم الذي يتميز باحتياطاته الكبيرة القابلة للتحويل المنتج والمربح، بما سيساعد الجزائر على اقتصاد 600 مليار م3 من الغاز في آفاق 2035، بجانب ترشيد استهلاك الطاقات القابلة للنفاد. من جهته، يتوقع نور الدين بوطرفة الرئيس المدير العام لمجمّع سونلغاز أن يسمح توظيف طاقة السيلسيوم بتلبية نصف حاجيات الجزائر الكهربائية خلال ال19 سنة القادمة، حيث يُرتقب إنتاج 22 ألف ميغاواط من الكهرباء سنة 2030، وهو ما يمثل ضعف ما يتم إنتاجه حاليا بالغاز الطبيعي. وتبعا لثراء السيلسيوم، يبدي يوسفي اهتمام الجزائر بتصدير هذا الرافد الهام إلى أوروبا، كما يفتح باب الشراكة مع متعاملين خارجيين، لمضاعفة عمليات تحويل هذه المادة الحيوية. ويطالب خبراء باستحداث هيئة مركزية تعنى بضبط خطط الاستثمار في السيلسيوم وتطوير تكنولوجياته، خصوصا وأنّ الأخير مؤهلّ لدفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية بشكل أكثر فعالية في الجزائر. ومن المنتظر أن يضمن البرنامج الوطني لتطوير الطاقة المتجددة في الجزائر إنتاجا سنويا بحدود 22 ألف ميغاواط من الكهرباء ذات المصدر المتجدد إلى غاية 2030، أي نسبة 40 % من إجمالي الانتاج الوطني من الكهرباء، وجرى إدراج أكثر من 70 مشروعا في البرنامج العام وتتمحور خاصة على الطاقة الشمسية سواء الحرارية، الكهروضوئية وكذا طاقة الرياح. وجرى تقسيم مشاريع التسعة أعوام المقبلة بين 20 ولاية بجنوب وشمال البلاد وكذا في الهضاب العليا، حيث تم تجميعها في أربعة فروع خاصة بالطاقة الشمسية والحرارية والهوائية والهجينة ما بين غاز الوقود وتوربينات الغاز والطاقة الشمسية، علما أنّه سيتم تجسيد 27 مشروعا لإنتاج الطاقة الشمسية والصفائح الضوئية بطاقة 638 ميغاواط. بهذا الصدد، أفيد أنّه سيتم إنجاز أهم المحطات بين شمسية حرارية وهوائية في ولاية الجلفة بطاقة 48 ميغاواط، إلى جانب مناطق آولاف بولاية أدرار، تين آلكوم بولاية إليزي وكذا بشار، وسيتم تشغيل هذه المحطات بالطاقة الهجينة بين الشمسية والدييزل والغاز موجهة لمناطق الجنوب التي لم يتم ربطها بشبكة التوزيع الوطنية. وتتطلع السلطات للقيام بتجارب حول مختلف التكنولوجيات المتوفرة لمشاريع نموذجية بين 2011 و2013، على أن يتم توسيع البرنامج لاحقا من خلال تفعيل المتعاملين الخواص والعموميين في تطوير الطاقات المتجددة، وجعل الجزائر تأخذ مكانتها الإستراتيجية كممون كبير للكهرباء الخضراء نحو الأسواق الأوروبية من خلال تصدير عشرة آلاف ميغاواط بالشراكة، ورفعها إلى مستوى 22 ألف ميغاواط بحلول سنة 2030. وكانت الجزائر بدأت في شهر جويلية 2011، تشغيل أول محطة كهربائية حرارية غازية شمسية بمنطقة حاسي الرمل، وبلغت كلفة المحطة إياها 350 مليون يورو، وتصل طاقتها الإنتاجية 150 ميغاواط، بينها 30 ميغاواط من الطاقة الشمسية.